Author

الخنق الاقتصادي لإيران .. مستمر

|


تخنق العقوبات الدولية "ولا سيما الأمريكية" المفروضة على النظام الإرهابي في إيران، اقتصاد هذا البلد منذ فترة ليست قصيرة. والواضح، أن هذه العقوبات ستواصل تصاعدها في المرحلة المقبلة، لسبب واحد معروف، وهو أن نظام علي خامنئي لن يتوقف عن استراتيجية التخريب والإرهاب الذي ينتهجه منذ عقود، وهو النظام الذي يتحدى كل معايير المجتمع الدولي، بل يتواجه حتى مع بعض الدول التي لا تزال توفر له بعض التبريرات، خصوصا الأوروبية منها، بما في ذلك تحديها بقيامه بخفيض أي التزاماته النووية، والدفع باتجاه الإنتاج النووي غير المسموح له. ناهيك عن تدخلات نظام الملالي في الدول المجاورة، ونشر القتل والعنف والرعب في مجتمعاتها، ومحاولته إحداث تغييرات ديموغرافية في عدد منها، تستند إلى أسس الطائفية المشينة.
صادرات إيران من النفط انخفضت أخيرا إلى 80 في المائة. وهي لا تستطيع تصدير أي شحنة إلى أي جهة شرعية، لأن كل الدول التي كانت تستورد النفط الإيراني أوقفت استيرادها نهائيا لهذا النفط، التزاما منها بالعقوبات الأمريكية المتصاعدة. فهذه الدول وغيرها تخشى الغضب الأمريكي بصورة واضحة، فضلا عن شركاتها الكبرى التي تفضل عدم إزعاج الإدارة الأمريكية بتعاملات مالية وتجارية من طهران. العقوبات المفروضة على نظام خامنئي، نالت من كل شيء، ضربت العملة التي تعاني الانهيار الحقيقي، ورفعت التضخم، ومنعت استيراد هذا النظام بعض السلع التي تعد محورية له، وأوقفت المشاريع الكبرى التي كانت قائمة في البلاد، بل ألغت مشاريع كان النظام يخطط للاعتماد عليها مستقبلا.
ومن هذه المشاريع الحيوية، تلك المتعلقة بصناعة البتروكيماويات. وفي الآونة الأخيرة ظهرت على السطح "مصيبة" مصنع البتروكيماويات الموجود في مدينة فيروز أباد. فبعد عشرة أعوام من بدء بنائه، لم ينجز من هذا المشروع سوى 10 في المائة. والأسباب عديدة، ليس منها التمويل الذي وفره الحرس الثوري المنظمة التي تسيطر على الجزء الأكبر من الاقتصاد الوطني في البلاد. لكن السبب الأهم هو نقص عنصر تتزايد ندرته في إيران، ويعد حيويا للتبريد في المنشأة الصناعية المشار إليها. وهذا العنصر هو ببساطة الماء، ويعد أحد المشرفين على هذا المشروع أن أخطاء حدثت في تقدير كمية المياه التي يحتاج إليها تشغيل هذا المصنع المهم، في حين أن المنطقة التي يبنى بها لا تحتوي على مياه كافية لأداء الأعمال. وهناك بعض المعدات التي يصعب على طهران استيرادها من الخارج بسبب العقوبات المفروضة عليها.
هذا مؤشر آخر على تردي الأوضاع الاقتصادية في إيران، بفعل العقوبات، وسيتواصل هذا المشهد على الساحة في المرحلة المقبلة، خصوصا مع إصرار الولايات المتحدة على تركيع نظام الإرهاب الإيراني وإجباره على وقف استراتيجيته التخريبية والإرهابية. هناك كثير من المشاريع التي توقفت في هذا البلد منذ عدة أعوام، بما في ذلك أعمال صيانة وتطوير المنصات النفطية الوطنية. فهذه المنصات لا تزال تعمل بمعدات انتهت صلاحياتها منذ أعوام عديدة، ولم يستطع النظام تحديثها بفعل نقص التمويل أولا، والإجراءات الصارمة الخاصة بالمعدات اللازمة لأعمال التطوير بشكل عام. المصائب تضرب إيران بفعل سياسة نظامها الذي يعاند العالم، ولا يبدو أنه سيتوقف في المستقبل. والأوضاع الاقتصادية المحلية تسير من سيئ إلى أسوأ. إنها نتاج ما يفعله نظام إرهابي لا يريد أن يكون جزءا من المجتمع الدولي.

إنشرها