ثقافة وفنون

الخريطة والأرض

الخريطة والأرض

يسمونه في أوروبا "الكاتب الإشكالي"، إنه ميشيل ويليبك الكاتب الذي اقتحم كل حقول الألغام الاجتماعية والسياسية من دون خوف، مسلحا بلغة ساخرة، وأسلوب سردي بارع، فيه كثير من بلزاك وألبير كامو، لكن بنكهة القرن الـ21 ومفرداته، وأنماط حياته المعيشية المختلفة. في روايته "الخريطة والأرض" يعكس ويليبك صورا حية لعالم متصحر، لأرض ميتة.. قتلها الإنسان عن سابق إصرار وتصميم، فالرواية صرخة قوية في وجه نظام الإنتاج السلعي الرأسمالي الغربي الذي يعلن الآن إفلاسه المادي، بعد أن أعلن تجرده الكامل من القيم الإنسانية. في هذا العمل يبدي ويلبيك رفضه لقيم الرأسمالية، ويسخر منها، حتى إنه لا يتعاطف مع أحد، ولا حتى مع من سحقتهم آلة الإنتاج السلعية الغربية التي سلعت المشاعر الإنسانية وحولتها هي الأخرى إلى سلع تباع وتشترى، لكنه لا يخفي لمسة حنان حزينة تجاه الطبقات الاجتماعية الكادحة، تلك المغلوبة على أمرها، عبر التذكير بأغاني "جوداسان" العاطفية، والمطربة الكندية سيلين ديون، وغيرها.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون