ويل سميث يقاتل نفسه في «جميناي مان»

ويل سميث يقاتل نفسه في «جميناي مان»
ويل سميث يقاتل نفسه في «جميناي مان»

‫بعد نحو عقدين من الزمن، يهيم خلالهما فيلم "الرجل الجوزاء" Gemini Man في سماء هوليوود، باحثا عن بطل يتلقفه ومنقبا عن مخرج يحتضنه، قام الممثل ويل سميث بالموافقة على أداء دور البطل وبالتالي انحلت العقدة وخرج إلى النور فيلم يحمل كثيرا من الآراء الإيجابية والنقدية، فهل ترك بصمة فارقة بين منافسيه أم أنه فشل في تقديم عمل فني متكامل!‬‬
تتحدث قصة الفيلم عن عميل استخبارات معروف بقدرته على الاغتيالات، يدعى هنري برجن -يؤدي دوره ويل سميث- جيد جدا في عمله ولا يقارن به أحد، يقرر في يوم من الأيام أن يتقاعد، لكن فجأة يأتي عميل آخر يحاول تصفيته.‬
تعد فكرة وجود عميل أسطورة ويقرر التقاعد مستهلكة إلى حد كبير في الأفلام السينمائية، لكن ما جاء في هذا الفيلم يعد مغايرا؛ حيث إن العميل الآخر هو نسخة شابة من العميل المتقاعد، أي يظهر سميث في الفيلم بدورين، الأول شاب يبلغ من العمر 23 عاما والآخر في الخمسينيات من عمره، ولا يمكن اعتبار هذه الفكرة مبتكرة، بل قام بها سابقا محمد رمضان الممثل المصري، الذي اعتاد في مسلسلاته الأخيرة لعب دور الشخصية الأكبر والأصغر في الفيلم نفسه أي "الأب والابن"، ما أصبح محل سخرية وتعليق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، منها مسلسل "الأسطورة"، و"زلزال".‬

الحبكة روتينية‬
يلاحظ هنري أن هناك شخصا آخر يحاول القضاء عليه بأقصى ما في وسعه، ويعرف خطواته كلها إضافة إلى أفكاره المستقبلية على نحو أثار حيرته بشدة، قبل أن يكتشف أن الشخص المأجور ما هو إلا نسخة أصغر منه عندما كان في شبابه.‬
على صعيد الحبكة والأحداث وتطور الشخصيات، لا يوجد أي جديد في الفيلم بل جاء روتينيا إلى حد كبير، ويبدو أن المخرج أنج لي والمنتج جيري بروكهايمر، عدّا فكرة الاستنساخ في حد ذاتها لا تزال مثيرة بما يكفي، وأن كل ما ينقصها هو توابل الأكشن والإبهار، لكنهما أغفلا عنصر التشويق في الفيلم الذي كان من الممكن أن يوجد بسهولة مطلقة؛ حيث إن فكرة قتال شخصية واحدة بين بعضها بعضا هي في حد ذاتها فكرة فلسفية عميقة كان من الممكن استغلالها، خاصة أن الشاب في عمر الـ50 يعود بالحنين إلى فترة العشرينيات من عمره، كما أنه كان من الممكن أن يجعل من الشخصية الصغيرة تصحيحا للأشياء التي قام بها وندم عليها فيما بعد، كل هذه التطورات كان من الممكن أن تضفي قيمة على الفيلم وتنهض به من كبوة التكرار والملل.‬
‬أكشن ضعيف
‬أما مشاهد الأكشن التي من المفترض أن تكون بارعة، فلقد شكلت إحدى نقاط الضعف، حيث إن الفيلم لا يقدم ما يكفي من الأكشن، فهو يبدو مثيرا وفريدا في حد ذاته، على اعتبار أنه فيلم أكشن ضخم ومتفجر، وربما يعود السبب إلى حقيقة أنه قد صُوِّر بسرعة 120 إطارا في الثانية، لكن مع الأسف لا تتاح له فرصة توجيه طاقته تلك بالشكل الصحيح، فعلى الرغم من حقيقة أنه مليء باللحظات المسلية، إلا أنه لا يبدو قادرا على تحديد ما يريد أن يكونه، فهو بكل تأكيد ليس فيلم أكشن من فترة التسعينيات التي ولد فيها، كما أنه لا يلتزم كليا بأن يكون فيلم أكشن ضخما مليئا بالحماس والأدرينالين، إضافة إلى أن كثيرا من لحظات التفاعل بين الشخصيات يبدو كما لو أنها تلائم فيلما دراميا من بداية الألفية.‬

تكنولوجيا متقدمة
‫‬على عكس المدرسة القديمة التي تعتمد على التلاعب بالماكياج لتغيير عمر الممثل وشكله، ينحاز الفيلم هنا إلى تكنولوجيا الجرافيك، ليمنحنا من ويل سميث -الذي يبلغ حاليا 51 عاما- نسخة ويل سميث أصغر عمرها 23 عاما، وتعد هذه التقنية التي جاءت في الفيلم مختلفة تماما عن تقنية تصغير العمر الموجودة في مارفل التي تعرف بـDe aging، حيث استخدم المخرج أنجي لي -الذي يملك حسا بصريا جميلا، ويستخدم التقنيات دائما أولا بأول، ويخرج بأفكار جميلة ومجنونة- تقنية CGI التي تسمح له بالتحكم في حركات الوجه، أما الفرق بينها وبين الـDe aging ليس فقط إزالة التجاعيد بل رسم وجه كامل من جديد، ومن المتوقع أن يفتح الباب بشكل تدريجي لهذه التقنية مستقبلا، وستستخدم بشكل كبير، ولقد كشف المخرج لي أنه عمل مع شركة "ويتا ديجيتال" للمؤثرات البصرية لابتكار طريقة سينمائية جديدة لم يسبقه إليها أحد، إذ تطلب إتقان مشاهد القتال، الجمع بين إتقان تفاصيل الوجه والجسد أيضا، وأكد أن السبب وراء تكبده كل هذا العناء، أنه لم يكن باستطاعته تقديم عمل دون المستوى، إذ إنه من غير المنطقي الاستعانة بابن ويل سميث للقيام بدور والده في شبابه ومن ثم نعته بالمستنسخ، لكن مع الأسف على الرغم من اهتمامه بالتقنية غفل المخرج عن تقديم عمل متكامل، فضاعت التقنيات الجديدة بين نقاط الضعف الكثيرة في الفيلم.‬‬
حقق فيلم الأكشن والدراما والخيال العلمي Gemini Man إيرادات وصلت إلى 15 مليونا و142 ألف دولار، منذ طرحه في دور العرض حول العالم، وانقسمت إيرادات الفيلم بين سبعة ملايين و400 ألف دولار في الولايات المتحدة الأمريكية، وسبعة ملايين و742 ألف دولار من دور العرض حول العالم، وتعد هذه الافتتاحية ضعيفة، حيث تكلفت ميزانية الفيلم 138 مليون دولار.‫‬
عام حافل لويل سميث
‬شهد عام 2019 ثراء فنيا لويل سميث النجم الأمريكي، حيث شارك في أربعة أفلام ستطرح تباعا حتى نهاية العام، كان أولها لعب دور الجني في فيلم "علاء الدين" Aladdin، ثم مشاركته في النسخة الثانية من الفيلم الهندي Student of the Year، إلى جانب المشاركة الصوتية في فيلم الرسوم المتحركة Spies in Disguise، أما المشاركة الرابعة لسميث فجاءت في فيلم "جيمني مان" Geminiman، وكان سميث قد حضر إلى المملكة العربية السعودية أخيرا، لحضور انطلاق ‬فعاليات منتدى صناعة الترفيه Joy Forum19 الذي أقيم في أحد فنادق الرياض، ضمن فعاليات موسم الرياض، إضافة إلى ذلك‫ يعمل سميث على فيلم جديد يدعى Brilliance، وسيقوم المؤلف أكيفا جولدسمان بكتابة السيناريو، وهو مستوحى من رواية Marcus Sakey، وسيلعب سميث دور كوبر بطل الكتاب، وهو وكيل فيدرالي يعمل في قسم التحليل والاستجابة، وظيفته هي تتبع المجرمين الذين يسلكون طرقا إجرامية غريبة ومثيرة، ويتميز ضمن أحداث كوبر نفسه بهبة فريدة، هي التحليل التنبؤي الذي يسمح له بأن يرى ما سيحدث قبل أن يحدث، وبالتالى فإنه يستخدم مواهبه الخاصة ضد أعدائه اللامعين، مثل قاتل يمكنه أن يستخدم الوقت لمصلحته، لكنه مع سير أحداث الفيلم يجد كوبر نفسه أمام خطر كبير.‬‬‬‬‬

الأكثر قراءة