default Author

الشركات ومسألة توفير الوظائف في إفريقيا «1 من 2»

|


يتعين أن تنتج الشركات في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء عددا أكبر من الوظائف للوفاء بوعد المنطقة، وبالنظر إلى السرعة التي نما بها عدد كبير من اقتصادات منطقة إفريقيا جنوب الصحراء في الأعوام الأخيرة يمكن أن يتصور المرء بسهولة صورا للافتات مكتوب عليها "مطلوب مساعدة" في كل شركة تقريبا. لكن حتى مع تجاوز معدلات النمو مستوى 5 في المائة سنويا، يظل نمو المنطقة قاصرا عن توفير العدد الكافي من الوظائف مدفوعة الأجر، ولا سيما خارج قطاع الزراعة.
وتبلغ القوة العاملة في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء نحو 450 مليون شخص، ويقل عدد الأشخاص المسجلين على كشوف الرواتب الرسمية عن 40 مليون شخص. وليس الأمر أن بقية الأشخاص لا يعملون؛ بل في الواقع تبلغ البطالة في المنطقة مستويات منخفضة نسبيا. وتكمن المشكلة في تحويل سوق العمل من سوق ظل فيها الأشخاص يعملون في وظائف صغيرة غير رسمية وفي المزارع بأجر زهيد أو دون أجر إلى سوق تتيح عددا أكبر من الفرص في قطاعي الصناعات التحويلية والخدمات، حيث يتوافر قدر أكبر من الأمن الوظيفي. وتقول منظمة العمل الدولية: إن 76.6 في المائة من العاملين في إفريقيا جنوب الصحراء يعملون في أشكال من الوظائف المعرضة للمخاطر.
ومع تسجيل أعلى معدل للخصوبة على مستوى العالم تحتاج منطقة إفريقيا جنوب الصحراء من الشركات التجارية إلى أن توفر عددا أكبر من الوظائف حتى يتسنى للمنطقة استيعاب قوة العمل الآخذة في التوسع بسرعة. وتقول الأمم المتحدة إن عدد السكان في عمر العمل في إفريقيا جنوب الصحراء سيزيد أكثر من الضعف بحلول عام 2050.
رغم أن تزايد السكان يضع ضغوطا على سوق العمل، فقد يكون أيضا ميزة للمنطقة. ففي إفريقيا جنوب الصحراء، تمثل نسبة السكان في العمر من 10 إلى 24 البالغة 32 في المائة أعلى نسبة في العالم، تقول منظمة العمل الدولية إنها تقدم "ثمارا ديموغرافية" نظرا لأن القدرة الإنتاجية للسكان في عمر العمل ستزداد بشدة مع وجود معروض إضافي من العمالة.
وتقول دراسة أعدها صندوق النقد الدولي بعنوان "إفريقيا لديها عمل يجب أن تقوم به: آفاق توظيف العمالة في القرن الجديد"Africas Got Work to Do: Employment Prospects in the New Century، إنه إذا كانت اقتصادات منطقة إفريقيا جنوب الصحراء قادرة على جذب قدر أكبر من الاستثمار في الإنتاج كثيف الاستخدام للعمالة من شرق آسيا، فمن الممكن فعليا أن تشهد المنطقة قفزة كبيرة في ناتج الصناعات التحويلية للصادرات. إلا أن عدد شاغلي الوظائف الصناعية اليوم أقل من 10 في المائة من مجموع العاملين في المنطقة.
وقد خلصت دراسة أجراها أخيرا مركز التنمية العالمية إلى أن الشركات من 41 بلدا من منطقة إفريقيا جنوب الصحراء أصغر بنسبة 24 في المائة من الشركات في مناطق العالم الأخرى. وقد استندت هذه الدراسة إلى بيانات من 41 ألف شركة تعمل في القطاع الرسمي في 119 بلدا وقارنت إنتاجيتها بمرور الوقت.
وتشير الدراسة المعنونة "النمو الموقوف: لماذا لا توفر الشركات الإفريقية مزيدا من فرص العمل؟" إلى أسباب محتملة لصغر حجم شركات المنطقة عن شركات المناطق الأخرى، من بينها عدم رغبة الشركات التجارية المملوكة للأسر في تعيين موظفين من خارج الأسرة ومحدودية إمكانات الحصول على حصة في السوق في بعض القطاعات. لكن بوجه عام، كما تقول الدراسة، إن ضعف بيئة العمل في المنطقة هو الذي يحول دون نمو الشركات.

إنشرها