الطاقة- النفط

شركات نفط لـ "الاقتصادية": المخزونات السعودية جيدة وقادرة على تعويض نقص الإمدادات المؤقت

شركات نفط لـ "الاقتصادية": المخزونات السعودية جيدة وقادرة على تعويض نقص الإمدادات المؤقت

مالت أسعار النفط الخام إلى التراجع رغم استمرار حالة التوتر الشديد في الشرق الأوسط بسبب الهجمات على منشأتي نفط في السعودية، ما تسبب في قفزات سعرية غير مسبوقة وقياسية.
وخلال التعاملات، استوعبت السوق النفطية صدمة ارتفاع الأسعار، ليهبط خام برنت أكثر من ثلاثة دولارات، بينما تراجع النفط الصخري الأمريكي أكثر من دولارين للبرميل.
وأكد لـ"الاقتصادية"، مسؤولون في شركات نفط ومحللون، قدرة المخزونات السعودية على تعويض النقص، مشيرين إلى أن السعودية أرسلت إشارات إيجابية للعملاء في آسيا، عبر الوفاء بجميع التزاماتها نحو توفير الإمدادات للمشترين مع إجراء تغيرات طفيفة.
وذكر المختصون، أن الأزمة الراهنة تعد بمنزلة اختبار لتضامن المنتجين ومدى التنسيق والتعاون مع المستهلكين من أجل تكامل الجهود واستعادة التوازن في السوق، وهو أمر في مصلحة جميع الأطراف والاقتصاد العالمي بشكل كامل.
وأوضح جون هال مدير شركة "ألفا إنرجي" الدولية للطاقة، أن الهجوم جاء في توقيت خطير تواجه فيه سوق النفط والاقتصاد العالمي تحديات كبيرة، عادا هذا الفعل أسوأ أعمال الإرهاب، التي طالت البنية التحتية لقطاع النفط الخام.
وذكر أن المخزونات النفطية السعودية جيدة وقادرة على تعويض النقص المؤقت في الإمدادات، كما أن السعودية ستتغلب على الأزمة ويتعافي إنتاجها على نحو أسرع مما يتوقع كثيرون، وبالتالي ستبقى فرص بقاء الأسواق مزودة بشكل جيد من الإنتاج السعودي كبيرة.
من جانبه، قال ألكسندر بوجل المحلل في شركة "جي بي سي إنرجي" النمساوية، إن هذه الهجمات تمثل تطورا خطيرا في المنطقة، عادا أن استهداف منشأة بضخامة بقيق، أمر يبعث على القلق من تطورات المخاطر الجيوسياسية في المنطقة، وستسهم في إشعال الأسعار بسبب غياب استقرار الإمدادات.
وأوضح أن السعودية تبذل جهودا حثيثة للسيطرة على الأزمة ومعالجتها على نحو جيد وكفء وسريع، مشيرا إلى البادرة الإيجابية التي ظهرت مع إبلاغ شركة أرامكو عديدا من المشترين الآسيويين الرئيسين بأنها ستزود العملاء بجميع أحجام النفط المتعاقد عليها رغم تخفيضات الإنتاج، لكن في درجات مختلفة، لافتا إلى وجود خطط طوارىء جيدة لدى أكبر منتج في منظمة "أوبك".
من ناحيته، ذكر بيتر باخر، محلل شؤون الطاقة وخبير القانون، أن سياسة إدارة الأزمات تجرى على نحو كفء في السعودية، ومن ذلك الاهتمام بتلبية احتياجات المستهلكين، خاصة الرئيسين في آسيا، على الرغم من النقص الحاد والمفاجىء في مستوى الإنتاج نتيجة الهجوم على أكبر مصنع لمعالجة النفط الخام في العالم، ما خصم من المعروض العالمي نحو 5 في المائة، وهي نسبة كبيرة وبشكل مفاجىء.
ولفت إلى أن تحركات "أرامكو السعودية" تتسم بالخبرة الشديدة، التي اكتسبتها من التعامل مع أزمات مشابهة سابقة، وإن كانت أقل حدة، مشيرا إلى إبلاغ "أرامكو" شركة بهارات بتروليوم - ثاني أكبر معالج حكومي في الهند - بأنها لا تتوقع حدوث خلل في الإمداد، وتعهدت بتأمين الإمدادات بشكل جيد مع اقتصار طلب "أرامكو" من المشترين بعض من المرونة فيما يتعلق بالتحول إلى درجات مختلفة.
بدورها، قالت أرفي ناهار مختصة شؤون النفط والغاز في شركة "أفريكان ليدر شيب" الدولية، إن تداعيات الأزمة قد تكون أقل من المخاوف القوية المطروحة على الساحة حاليا، خاصة أن هذه الهجمات هي الأصعب منذ 28 عاما، مبينا أن عملية التعافي ستستمر على قدم وساق لحين العودة إلى المستويات الطبيعية للإمدادات في أقصر مدى ممكن.
وأشارت إلى أن الأزمة الراهنة لن تقلل من دور النفط السعودي في الأسواق، خاصة في إطار علاقات التعاون والشراكة البناءة والإيجابية التي تربط السعودية بالمنتجين في "أوبك" وخارجها، إضافة إلى التنسيق والتعاون مع المستهلكين.
وأوضحت أن حكومات الصين والهند واليابان وكوريا، متوافقة بالتأكيد على التمسك بالاعتماد على الصادرات السعودية والتعاون من أجل تجنب أي تصعيد للأزمة.
وفيما يخص الأسعار، انخفض النفط، على الرغم من أن السوق تظل قلقة إزاء التهديدات الجيوسياسية، خاصة بعد الهجمات على منشأتي نفط سعوديتين تسببت في خفض إنتاج السعودية بواقع النصف وقادت أكبر صعود للأسعار في عقود.
وخلال التعاملات، هبط خام برنت أكثر من ثلاثة دولارات، والأمريكي أكثر من دولارين للبرميل بعد تقرير لـ"رويترز" بأن إنتاج النفط السعودي سيعود بالكامل خلال أسبوعين إلى ثلاثة.
وأثار هجوم السبت احتمال حدوث هزة كبيرة للإمدادات في السوق التي ركزت في الأشهر الأخيرة على المخاوف بشأن الطلب بسبب انحسار النمو العالمي في ظل النزاع التجاري الدائر بين الولايات المتحدة والصين. والسعودية أكبر مصدر للنفط في العالم والمورد الذي يمثل الملجأ الأخير لعقود.
وبحلول الساعة 13:50 بتوقيت جرينتش، كان خام برنت منخفضا 3.72 دولار بما يعادل 5.4 في المائة إلى 65.30 دولار للبرميل. ونزل خام غرب تكساس الوسيط 2.40 دولار أو 3.8 في المائة مسجلا 60.50 دولار للبرميل.
وأمس، زادت أسعار النفط نحو 20 في المائة خلال الجلسة في رد فعل على الهجمات، وهي أكبر قفزة في نحو 28 عاما قبل أن تغلق مرتفعة بنحو 15 المائة عند أعلى مستوى في أربعة أشهر.
وتوقعت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في تقريرها الشهري لأنشطة الحفر أمس، ارتفاع إنتاج النفط الأمريكي من سبعة تكوينات صخرية بمقدار 74 ألف برميل يوميا في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل إلى مستوى قياسي عند 8.843 مليون برميل يوميا.
وقالت اليابان إنها ستدرس سحبا منسقا من احتياطيات النفط إذا اقتضت الضرورة.
من ناحية أخرى، ارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 66.43 دولار للبرميل أمس مقابل 60.02 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 14 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة، حقق أول ارتفاع عقب عدة انخفاضات سابقة، كما أن السلة كسبت نحو أربعة دولارات مقارنة باليوم من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 62 دولارا للبرميل.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط