الطاقة- النفط

إرهاب طهران يقفز بأسعار النفط 20 %.. أعلى زيادة يومية منذ 28 عاما

إرهاب طهران يقفز بأسعار النفط 20 %.. أعلى زيادة يومية منذ 28 عاما

إرهاب طهران يقفز بأسعار النفط 20 %.. أعلى زيادة يومية منذ 28 عاما

إرهاب طهران يقفز بأسعار النفط 20 %.. أعلى زيادة يومية منذ 28 عاما

وسط أجواء متوترة للغاية استهلت أسعار النفط الخام تعاملات الأسبوع على ارتفاعات قياسية تجاوزت 20 في المائة قبل أن تتراجع خلال التعاملات، في أول تفاعل من الأسعار مع حادث الهجوم الإرهابي على منشأتي نفط في السعودية.
وحاولت الولايات المتحدة تهدئة روع السوق والحد من الارتفاع المفرط في الأسعار عن طريق سماح الإدارة الأمريكية باستخدام المخزون الاستراتيجي لتعويض النقص المفاجئ في المعروض وضمان أمن الإمدادات من النفط الخام على المستوى العالمي.
وقال لـ"الاقتصادية"، مختصون ومحللون نفطيون إن أسعار النفط الخام تفجرت على نحو حاد مع بداية الأسبوع لترتفع 20 في المائة، حيث تعد أكبر قفزة سعرية في 28 عاما، لافتين إلى أن الهجوم على منشأتي النفط في السعودية قاد إلى حالة اضطراب واسعة هي الأسوأ على الإطلاق في تاريخ الصناعة وتفوق ما حدث في حرب الخليج الثانية عام 1990.
وفي هذا الإطار، أوضح روبرت شتيهرير، مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، أن تداعيات الهجوم واسعة وخطيرة وقد تستمر بعض الوقت، مشيرا إلى توقع بعض الدوائر الاقتصادية أن القفزة السعرية ستستمر على مدار الأيام المقبلة، لتقود خام برنت إلى ما فوق 80 دولارا للبرميل.
وذكر أن المخزونات النفطية والقدرات الاحتياطية في السعودية هائلة وهي ما يمكن أن تخفف من أعباء الأزمة الراهنة.
وأفاد بأن التوقعات متابينة حول الفترة، التي يستغرقها الإنتاج السعودي للتعافي ولكن في كل الأحوال تمتلك المملكة طاقات هائلة وقدرات خاصة ومرونة تمكنها من تجاوز وتقليل تداعيات الهجوم.
وأكد أن السوق العالمية أمام حالة حادة من ارتفاع مستوى المخاطر الجيوسياسية في الصناعة بشكل مقلق للغاية، خاصة أن الإنتاج الأمريكي لا يستطيع تعويض هذا النقص في ضوء الصعوبات، التي يواجهها، التي تدفعه نحو التباطؤ النسبي والتدريجي.
من جانبه، قال جوران جيراس، مساعد مدير بنك "زد ايه اف" في كرواتيا، إن الهجوم بطائرات دون طيار على أهم مصنع لمعالجة النفط الخام في العالم يعد تطورا خطيرا ومقلقا للصناعة بكاملها، مشيرا إلى أن مخاطر الأزمة قد تكون أقل إذا تعاونت جميع الدول المنتجة في "أوبك" وخارجها لتقليل الآثار السلبية ومنع تفاقم أزمة المعروض.
وذكر أن احتواء تداعيات الأزمة يمكن أن يحدث في فترة قصيرة بفضل قدرات السعودية الخاصة وتعاون بقية المنتجين معها، علاوة على بعض العوامل المساعدة مثل توقعات ضعف النمو الاقتصادي ووجود آفاق قوية لنمو الإنتاج من خارج "أوبك" في العام المقبل 2020 وهو الأمر الذي من المحتمل أن يكون له تأثير محدود على سعر النفط – بحسب بعض التقديرات الدولية المتفائلة – بارتفاع بنحو من ثلاثة إلى خمسة دولارات للبرميل.
بدوره، أوضح أندريه يانييف المحلل البلغاري ومختص شؤون الطاقة، أن اجتماع مدير عام الوكالة الدولية للطاقة فاتح بيرول والأمين العام لمنظمة أوبك محمد باركيندو يعكس حالة القلق المتصاعدة لدى المستهلكين بشأن الإمدادات، حيث ترعى الوكالة مصالح الدول المستهلكة، وتتفاوض مع أكبر كيان ممثل للمنتجين وهو منظمة أوبك، وقد تمثل القلق في دعوة الوكالة للمستهلكين إلى زيادة المخزونات الاحتياطية.
وأشار إلى أهمية إعلان روسيا عن وجود مخزون عالمي هائل قادر على تعويض أي نقص وهو ما يطمئن السوق ويحد نسبيا من ارتفاعات الأسعار بشكل مفرط للغاية.
وذكر أن تحالف المنتجين في "أوبك" وخارجها على الأرجح لن يعدل عن سياسات خفض الإنتاج إلى حين انتهاء السعودية من تقييم الموقف وتحديد المدى الزمني لخطة التعافي ومدى احتياجها لجهود تعويضية من الشركاء في تحالف المنتجين "أوبك +".
من جهتها، قالت المحللة الصينية اكسوي ساهي، الباحثة في شؤون الطاقة، إن الأصابع الإيرانية تقف بقوة وراء هذا الهجوم الواسع والمدمر، الذي تسبب في إيقاف نصف الإنتاج السعودي من النفط الخام وهو ما يمثل نحو 5 في المائة من المعروض النفطي العالمي.
وأشارت إلى أن الإقدام على أعمال انتقامية ضد إيران بقيادة الولايات المتحدة قد يشعل الأسعار إلى مستويات خطيرة وغير مسبوقة بالفعل، معتبرة أن تهدئة وتيرة الصراع في الشرق الأوسط وردع إيران عن هذه الأعمال يعد الوسيلة الوحيدة لعودة الاستقرار لسوق النفط وتهدئة وتيرة المخاوف المتصاعدة.
ولفتت إلى أن سوق النفط تشهد ضغوطا قوية على المدى القصير أهمها المخاطر الجيوسياسة وضبابية التوقعات بشأن تطورات حرب التجارة بين الولايات المتحدة والصين، ولكن حالة من الفائض الكبير في المعروض تلوح في الأفق للعام المقبل، ما يجعل مهمة "أوبك" في استعادة التوازن في السوق ليست سهلة ويمكن اعتبارها بمنزلة مهمة شاقة.
وفيما يخص الأسعار، صعد النفط نحو 20 في المائة خلال جلسة اليوم الإثنين، إذ سجل خام برنت أكبر مكسب خلال الجلسة منذ حرب الخليج في عام 1991، بعدما أدى هجوم على منشأتي نفط في السعودية يوم السبت إلى تقليص إنتاج المملكة للنصف.
ونزلت الأسعار من ذروتها بعد أن سمح الرئيس الأمريكي دونالد ترمب باستخدام المخزون الاستراتيجي لبلاده لضمان استقرار الإمدادات.
وقفزت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت ما يصل إلى 19.5 في المائة إلى 71.95 دولار للبرميل، مسجلا أكبر مكسب خلال التعاملات اليومية منذ 14 كانون الثاني (يناير) 1991.
وبحلول الساعة 09:40 بتوقيت جرينتش، بلغ العقد 65.77 دولار للبرميل بزيادة 5.55 دولار أو 8.4 في المائة.
وقفزت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بما يصل إلى 15.5 في المائة إلى 63.34 دولار للبرميل وهو أكبر مكسب بالنسبة المئوية خلال يوم منذ 22 حزيران (يونيو) 1998. ولاحقا، زاد العقد إلى 59.54 دولار للبرميل بزيادة 4.69 دولار أو 7.88 في المائة.
والسعودية أكبر مصدر للنفط في العالم وتسبب الهجوم على منشأتين لمعالجة النفط تابعتين لـ"أرامكو السعودية" المنتجة للخام في بقيق وخريص في خفض إنتاج النفط بنحو 5.7 مليون برميل يوميا.
وقال مصدر في قطاع النفط مطلع على التطورات لـ"رويترز"، إن صادرات السعودية من النفط ستستمر كالمعتاد هذا الأسبوع، إذ تستخدم المملكة المخزونات من منشآتها الكبرى.
من جانب آخر، تراجعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 60.02 دولار للبرميل يوم الجمعة الماضي مقابل 60.51 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 14 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثالث انخفاض له على التوالي، كما أن السلة خسرت أقل من دولار، مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 60.75 دولار للبرميل.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط