اكتشف باحثون مخزونا قديما من ألماس بالقرب من قلب الأرض، على بعد أكثر من 410 كيلومترات، قبل أن يطفو على السطح بسبب انفجار بركاني عنيف.

ووفقا للباحثين، فقد ظل مخزون الألماس، قرب محور الأرض طوال أكثر من 4.5 مليار عام، أي قبل تكون القمر، لكنه طفا على السطح بسبب الانفجار البركاني العنيف في منطقة جوينا في البرازيل، كما أفادت صحيفة "إندبندنت البريطانية".

وقامت مجموعة علماء دوليين بقياس نظائر الهيليوم، وهي عبارة عن أشكال ذرية مختلفة من الهيليوم، في الألماس الذي عثر عليه بحثا عن المنطقة الصخرية القديمة قدم الأرض، وفقا لدراسة نشرت في مجلة "ساينس".

يشار إلى أنه عثر على أكثر من 1365 قطعة ألماس مصدرها تلك المنطقة القريبة من محور وقلب الأرض.

ويقول الباحثون إن الألماس كان بمنزلة "كبسولة زمنية مثالية" أعطتهم نظرة ثاقبة عن الفترة المضطربة بعد وقت قصير من تكون كوكب الأرض، خصوصا أنها تحتوي على سائل متحجر في داخلها.

وخلال هذه الفترة الزمنية كان هناك كثير من النشاط الجيولوجي العنيف إلى درجة أنه لم يبق فيه شيء من الهيكل الأصلي للأرض.

ومع ذلك، وسط كل هذا التغيير، كان هناك شك منذ فترة طويلة أن هناك منطقة من "الوشاح" تقع في مكان ما بين "القشرة" وقلب الأرض، التي كانت مضطربة نسبيا، ولم يكن هناك سابقا أي دليل على وجودها.

لكن القرائن الأولى ظهرت في الثمانينيات عندما لاحظ العلماء أن بعض حمم البازلت من مواقع معينة، على الأرض مثل موقع جوينا البرازيلي، كانت تحتوي على نسبة من نظائر الهيليوم 3 إلى نظائر الهيليوم 4 التي كانت أعلى من المعتاد.

الأمر المثير للاهتمام بشكل خاص أن هذه النسبة تعكس نسبة النظائر الموجودة على النيازك المبكرة التي تحطمت على الأرض، ويشير هذا إلى أن مصدر هذه الحمم منطقة عميقة في الأرض لم تتغير منذ مليارات الأعوام.

وقالت سوزيت تيمرمان رئيسة فريق البحث من الجامعة الوطنية الأسترالية "لقد لوحظ هذا النمط في بازلت جزيرة المحيط، وهي حمم ظهرت على سطح الأرض منبثقة من أعماق الأرض، وتشكل جزرا مثل هاواي وآيسلندا".