شكلت ساحة الفن والموسيقى في سوق عكاظ الـ13، ضمن موسم الطائف، حضورا فنيا مميزا بالتنوع الحاضر في كل الزوايا، حيث يتنقل محبو الفن بين محطاته لتجتمع ألوان الفن فتصنع لوحة جمالية مرئية ومسموعة.
وتتوالى على خشبة المسرح الفرق الشعبية التي تمثل عددا من الدول المشاركة في سوق عكاظ لتعرض ألوانا من الفنون، فتبدأ فرق المملكة بألوان المزمار، والخبيتي، والينبعاوي، والليوة والخطوة، والدوسري، والسامري.
وتأتي فرقة مغربية لتعبر عن التراث المغربي بلوحات راقصة من الطبيعة، مثل ركوب الخيل والحصاد والصيد، وألوان متنوعة من الفلكلور المغربي، منها رقصة عبيدات الرما، ورقصة الكناوي، ورقصة عيساوة، وغيرها من الرقصات المغربية، ثم تتوالى الفرق الشعبية التي تمثل فن وثقافة الدول المشاركة.
وفي محطة أخرى تحضر فنون النحت على الخشب، وصناعة الفخاريات، واللوحات الخشبية المصورة التي تعكس حاضر وحضارة مدن المملكة، وبعض العبارات والصور المعبرة ، وصور ومقاطع شعرية، وأغانٍ ولوحات فنية وطنية.
وتظهر الفنون التشكيلية في ثالث المحطات، حيث يشاهد الزوار تجارب للرسم المباشر والكتابة والخط العربي على اللوحات والأخشاب، كما يظهر فن "الكاليجرافيتي"، وهو الفن الذي يجمع بين الخط والطباعة والكتابة على الجدران، حيث يتم رسم وكتابة بعض الأشكال والعبارات على جدار مخصص لهذه الفعالية، وعلى الجانب الآخر يظهر ذات الفن برسم بعض معالم الدول المشاركة في سوق عكاظ.
وتصطف الآلات الموسيقية في المحطة الرابعة أمام الزوار، حيث يقوم بعضهم بخوض تجربة العزف عليها واستخدامها، مثل: العود، والطيران، والناي، والزير، والمراويس، والرق.
ويزدحم في هذه المساحة الفنية الزوار ليشاهدوا كل هذه الفنون في لحظات رائعة توثقها العدسات وتطرب لها الآذان، متنقلين بين محطة فنية وأخرى، ضمن الفعاليات النوعية في موسم الطائف "مصيف العرب" على أرض الحضارات في سوق عكاظ .
يأتي ذلك في الوقت الذي حظي فيه ركن الحلوى البحرينية في جناح مملكة البحرين في حي العرب، في سوق عكاظ الـ13، ضمن موسم الطائف بإقبال كبير من الزوار، حيث حرص كثير منهم على شرائها بكميات كبيرة، لتقديمها هدايا لعائلاتهم وأصدقائهم، فيما جسدت بوابة الجناح اللبناني في قلب حي العرب، واقع المجتمع اللبناني وحياتهم اليومية.
وتكتسب الحلوى البحرينية شهرة واسعة، حيث تعرف بأنها رمز بحريني للكرم والأصالة، وذلك لارتباطها بالإنسان البحريني ارتباطا وثيقا، وتمثل ماضيه العريق في عاداته وتقاليده وأسلوب حياته، خصوصا في المناسبات الدينية، مثل: رمضان، والأعياد، والمناسبات.
وتسمى الحلوى البحرينية بحد ذاتها الطبق الشتوي وتقدم ساخنة، ويقل الإقبال عليها في الصيف وذلك بسبب توافر الرطب كبديل، ومع ذلك تؤكل باردة أيضا على مدار السنة وتقدم في جميع المناسبات السعيدة على اختلافها ودرجة الجودة في صناعتها.
يذكر أن جناح مملكة البحرين المشارك في سوق عكاظ، يزخر بعديد من الحرف والصناعات الشعبية التقليدية، كصناعة الفخار، والنسيج، وصناعة الخوصيات، والحرف الكثيرة الأخرى، واستخراج اللؤلؤ، فضلا عن اشتهارها بصناعة الحلوى البحرينية التي توارثتها الأجيال أبا عن جد.
إلى ذلك جسدت بوابة الجناح اللبناني في قلب حي العرب، واقع المجتمع اللبناني في العاصمة بيروت، وجلب المشاركون في الجناح أبرز المنتجات، وأجمل الأطباق، فيما يضاف إلى ذلك تنوع الفنون الفلكلورية.
وعايش زوار الجناح نغمات أزقة بيروت وأحيائها وأسواقها الشهيرة نظير ما شاهدوه من عمل أشبه بالواقع في موسم الطائف، إضافة إلى محاكاتهم الفنون والثقافة اللبنانية بطريقة فريدة انعكست على أدائهم في العروض الترفيهية المتنوعة. وشاهد الزوار فقرة "الحكواتي اللبناني" الذي يتجول في ذاكرة التاريخ مع قصص الحضارات التي مرت على لبنان.
كما جذب "مطعم ورد" عددا كبيرا من زوار حي العرب بطابعه المعماري الجميل وأجوائه الساحرة المتضمن قائمة من مأكولات بيروت الشهيرة، ووزع العاملون في الجناح أجمل التحف والهدايا التذكارية التي تتسم بتنوعها ورمزيتها للحياة في لبنان.

