الأخيرة

الفئران سلاح جديد لمحاربة أبرز تهديدات الذكاء الاصطناعي

الفئران سلاح جديد لمحاربة أبرز تهديدات الذكاء الاصطناعي

في عصر الإنترنت والانفتاح على العالم، أصبحت "الأخبار المزيفة" هي أبرز تهديدات الذكاء الاصطناعي، لكن توصل الباحثون أخيرا إلى سلاح مدهش لمحاربتها، هو الفئران، نعم الفئران التي لديها قدرات خاصة تستطيع من خلالها تمييز كلام البشر، وفقا لـ"وكالة الأنباء الروسية".
وأصبح من السهل في الأعوام الأخيرة، فبركة خطاب لسياسي أو فيديو لأحد المشاهير، بمزج صور وأصوات بطريقة محترفة، لتبدو حقيقية تماما، ومن الصعب تمييزها، ما جعل مختصي التكنولوجيا يطلقون عليها Deep Fakes "التزييف العميق"، لكن أصبح للفئران دور فعال في الكشف عنها وبسهولة.
يعمل باحثون من جامعة أوريجون، حاليا، على تدريب الفئران على تمييز الاختلالات في الكلام، وهي مهمة يمكن لهذه الحيوانات أداؤها بدقة كبيرة، أملا منهم في أن بحثهم هذا قد يسهم في النهاية في مساعدة مواقع من أمثال "فيسبوك" و"يوتيوب" على تحديد المقاطع المفبركة بطريقة "التزييف العميق" قبل أن تنتشر على منصاتهما.
ويقول جونثان سوندرز، من معهد علوم الأعصاب في جامعة أوريجون "على الرغم من اعتقادي أن فكرة غرفة ممتلئة بالفئران تميز المقاطع الصوتية المفبركة على "يوتيوب" في اللحظة تبدو بديعة حقا، لكنني لا أعتقد أن ذلك سيكون عمليا لأسباب واضحة".
ودرب سوندرز وفريقه الفئران على فهم مجموعة صغيرة من الصُويتات "الفونيمات" - أصغر وحدة أساسية في دراسة الأصوات اللغوية -، وهي الوحدات الصوتية التي تجعل البشر يميزون بين كلمة وأخرى.
ويوضح ساندرز "علمنا الفئران أن تخبرنا عن الفرق بين صوتي "باه" و"جاه" في سياقات مختلفة، وعندما يكونان مُحاطين بمختلف أصوات العلة، لذا باتت الفئران تعرف التمييز بين أصوات "بوه" "بيه" و"باه" وكل تلك الفروقات الدقيقة التي لا ندقق نحن فيها ونأخذها كمسلمات".
وتابع "لأن الفئران يمكنها فعليا تعلم المشكلة المعقدة لتصنيف مختلف أصوات الكلام، نعتقد أنه من الممكن تدريبها على تمييز الكلام المزيف من الحقيقي، وقد نجحت الفئران في تحقيق ذلك بنسبة 80 في المائة من زمن التجربة".
ولعل من أشهر نماذج "التزييف العميق"، المقطع المفبرك لمارك زوكربيرج مؤسس شركة "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي، الذي يتحدث فيه علنا عن سرقة بيانات المستخدمين لموقعه.
ويؤكد فريق البحث العلمي من جامعة أوريجون، أن الهدف النهائي من بحثهم، "ليس تدريب جيش من الفئران للتمييز بين الأخبار المزيفة العميقة والصحيحة، لكن مراقبة نشاط أدمغة الفئران، وقدراتها الخاصة التي تكشف بها الكلمات المزيفة، ومن ثم تطبيق هذه الطريقة عبر الكمبيوتر".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الأخيرة