Author

الهاكر مر من هنا!

|

كالعادة نمت مبكرا ليلة قبل البارحة، وصحوت فجرا، وما أن هممت بـ"التصبيح" على جوالي حتى وجدت عددا كبيرا من الرسائل المباشرة ورسائل البريد الإلكتروني! وما أن اطلعت على أولها حتى أدركت أن ثمة هجوما "سيبرانيا" قد استهدفني. كان معظم الرسائل من أشخاص نبلاء، لا أعرفهم شخصيا لكن جمعتنا صفحات "تويتر"، وإذا بهم يرسلون لي التنبيه إثر التنبيه. تأثرت بذلك اللطف وتلك الأريحية والعناية بالآخرين. ألتفت لأعرف ما الأمر، وإذا بأحد المتابعين الأكارم يوقع لي عبر سلسلة من الرسائل المباشرة ما حدث، أخبرني أن أحدهم انتحل شخصيتي الافتراضية على "تويتر"؛ فأنشأ حسابا باسمي وصورتي، ووضع أي معرف مبهم، عبارة عن سلسلة من الأحرف والأرقام. دخلت على صفحتي على "تويتر" لأجد أن المنتحل "شف" صفحتي كما كنا "نشف" الرسمات باستخدام ورق الزبدة ونحن صغار. حتى صورة حبيبات الرطب الأحسائي، من خلاص وشيشي وأم رحيم، لم تسلم. وضعت تحية الصباح في "تويتر"، وغادرت إلى محبوب الجميع الـ"واتس"، كما نسميه تحببا في لهجتنا الدارجة. وإذا بالوقع أقوى. عدد من الأصدقاء أرسلوا رسائل صوتية ونصية من قبل الفجر. أحد الأصدقاء أرسل لي رسالة أقرب ما تكون إلى التعنيف: "أنت نايم وفي أحد منتحل شخصيتك في تويتر؟!"
ذهبت إلى المكتب، وعلى رشفات القهوة أخذت أتأمل في الرسائل التي وصلتني حول الموضوع؛ بعضها ينقل لي الخبر، وبعضها "يشرشح" في المنتحل، وبعضها يحثني أن أسجل بلاغا لدى "تويتر"، وبعضها يحثني أن أرفع بلاغا أمنيا. العلامة الفارقة كانت شابا يتابعني على "تويتر". هو أول من سجل بلاغا لدى "تويتر" ضد المنتحل.. وبعدها أخذ الخبر ينتشر، وتنادى نبلاء "تويتر" لقيد بلاغات ضد الشخص حتى أوقف حسابه "مؤقتا".
لكن النيات السيئة لم تكن مجرد انتحال حساب شخص في "تويتر". أخذ يتابع ويتواصل مع قائمة المتابعين، وبعضهم سرعان ما تابعوه. وكان هو في وضع "استعداد"، فسرعان ما يرسل لهم رسالة مباشرة من "تويتر" يطلب رقم الجوال بحجة أنه يريد إضافته لجروبات مفيدة "اقتصادية" و"اجتماعية". وما أن يستجيب له أحدهم، حتى يراسله على الـ"واتس" ثم "يهكر" حسابه، ويأخذ بإرسال رسائل لمعارف ذلك الشخص طالبا منهم أن يرسلوا له مبالغ نقدية. وبقية القصة معروفة.

إنشرها