Author

إيران تضع العالم على حافة الهاوية

|


تدخل منطقة الخليج العربي في هذه الأيام منعطفا خطيرا بسبب قيام الحكومة الفارسية بالتعرض لبعض دول الخليج العربي المسالمة، وقيام الحرس الثوري الإيراني بتهديد الملاحة في منطقة الخليج، والتحرش بالمدمرات الأمريكية الرابضة في منطقة الخليج، لتثبيت الأمن والسلم الدوليين.
الأخطر من ذلك أن الحرس الثوري الإيراني صعد أمس الأول من مواقفه العدوانية المتهورة، واحتجز إحدى ناقلات النفط البريطانية، ثم قال إن انتشار السفن الحربية الأمريكية في منطقة الخليج هو بمنزلة إعلان حرب ضد الدولة الفارسية.
لقد أكد مراقبون محايدون مرارا أن النظام الفارسي هو النظام الوحيد الذي يسعى إلى تقويض الأمن والسلم الدوليين في المنطقة، وأنه إحدى الدول الرئيسة الراعية للإرهاب، حتى جعل وضع منطقة الخليج على شفير حرب إقليمية وشيكة.
وإزاء مواقف إيران العدائية ضد دول الخليج العربي، ومواقفها المهددة للتجارة الدولية العابرة من خلال مضيق هرمز، فإن منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي حذرا إيران من العواقب الوخيمة المترتبة على عدم تقدير المواقف بالشكل الذي يثبت أركان الأمن والسلم في المنطقة.
وبالتحديد حذر مجلس الأمن من خطورة التصرفات غير المسؤولة التي يقوم بها الحرس الثوري الإيراني في منطقة الخليج عامة وحول مضيق هرمز باعتباره ممرا مائيا دوليا يرتهن إلى قواعد القانون الدولي، الضامن سيولة مرور قوافل التجارة الدولية.
لكن يبدو من تصرفات الحكومة الإيرانية أنها تأخذ الأحداث باتجاه التصعيد وعدم تقدير المواقف في الممرات المائية الدولية، وبالتالي تستهتر بقواعد القانون الدولي، وتمارس مزيدا من الاستهتار والرعونة في منطقة مضيق هرمز دون اكتراث لمبادئ الأمن والسلم الدوليين.
لذلك فإن إيران يمكن تصنيفها كدولة راعية للإرهاب، ودولة مارقة وخارجة على قواعد القانون الدولي ومقوضة لدعائم السلام، ولا شك في أن هذا التصنيف يضعها خارج حدود الدول المسالمة التي تسعى مع كل دول العالم إلى تثبيت الأمن والسلم في كل أنحاء العالم.
وإزاء التصعيد غير المسؤول الذي تمارسه إيران في منطقة الخليج، وحرصا من المملكة على تعزيز كل ما من شأنه المحافظة على أمن المنطقة واستقرارها، فقد صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز القائد الأعلى لجميع القوات العسكرية على استقبال المملكة قوات أمريكية لرفع مستوى العمل المشترك في الدفاع عن أمن المنطقة واستقرارها وضمان السلم فيها.
ولا شك في أن قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يؤكد قوة ومتانة العلاقات السعودية الأمريكية عبر تاريخها الطويل الممتد إلى نحو سنين عديدة، ويؤكد أن التعاون بين البلدين الصديقين متواصل ويتعزز باستمرار، هادفا إلى تحقيق الأمن والسلم في منطقة باتت تعاني تجاوزات ميليشيات ما يسمى بالحرس الثوري الإيراني.
إن استقبال المملكة قوات أمريكية هو استمرار للتعاون العسكري بين البلدين الهادف إلى إبقاء الضغط عاليا على إيران، ومنعها من زيادة التصعيد الذي أخذت تمارسه في المنطقة، متحدية كل القوانين والأعراف الدولية السلمية.
ولذلك فإن استضافة القوات الأمريكية هي رسالة عملية شديدة اللهجة موجهة إلى النظام الإيراني، مؤكدة أن أي محاولات عبثية لإيجاد واستغلال التوترات في المنطقة ستواجه بالقوة اللازمة التي تردعها وتردع ميليشياتها العدوانية.
وكما يعلم الجميع في معظم دول العالم أن المملكة دولة محبة للسلام وتحقيق رفاهية الأمن للجميع، وليست داعية حرب، لكنها في الوقت نفسه ستتخذ كل الإجراءات التي تحفظ سلامتها، وتحفظ أمن واستقرار شعبها المخلص الأمين.
واستضافة المملكة القوات الأمريكية بكل تأكيد تأتي في إطار التعاون المشترك بين البلدين الصديقين، والثوابت التاريخية للدول المحبة للسلام والاستقرار الإقليمي والعالمي، وتشكل أحد أوجه الالتزامات المتبادلة بينهما، التي كان لها دور كبير في استتباب الأمن والسلم في المنطقة.
إن نوايا إيران العدوانية ليست خافية على أحد، فقد أعربت أخيرا عن حرصها الشديد على شراء وتخزين منتجات أجهزة الطرد المركزي، ويبدو أنها تسابق الزمن بغية الوصول إلى إنتاج أسلحة الدمار الشامل المحرمة دوليا من أجل ابتزاز وتهديد المجتمع الدولي، في وقت يحرص فيه المجتمع الدولي على منع الدولة الفارسية من إنتاج أسلحة الدمار الشامل المحرمة دوليا، لكن إيران تستخدم كل أساليب المراوغة للوصول إلى بناء ترسانتها النووية العدوانية.
إن المملكة العربية السعودية دأبت ــ في كل مراحل تاريخها الحديث ــ على دعم كل مشاريع الأمن والسلم الدوليين في كل مكان من العالم، وكانت وما زالت دولة محبة للسلام وداعمة لكل الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق الاستقرار في كل مكان من العالم.

إنشرها