«المحقق بيكاتشو» .. من لعبة في اليابان إلى فيلم في هوليوود

«المحقق بيكاتشو» .. من لعبة في اليابان إلى فيلم في هوليوود
«المحقق بيكاتشو» .. من لعبة في اليابان إلى فيلم في هوليوود

"البوكيمون" هي شخصية انتشرت بشكل لافت في الآونة الأخيرة، وأخذت تتزايد شهرتها مع انطلاق لعبة "بوكيمون جو" في عام 2016 حيث أدمن عليها كثيرون، وأصبحت الشغل الشاغل للشباب والمنصات الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي على حد سواء، وما إن بدأ توهج هذه الشخصية ينخفض قليلا حتى أنتجت شركتا ليجيندري بيكتشرز للإنتاج السينمائي وشركة بوكيمون كومباني المالكة لحقوق استغلال ألعاب البوكيمون فيلم Pokémon Detective Pikachu ليدغدغوا من خلاله مشاعر محبي البوكيمون حول العالم، ويحضرون لإطلاق لعبة "المحقق بيكاتشو"، فما هي قصة الفيلم، وهل نجح القيمون عليه في ترسيخ اللعبة من خلال هوليوود؟
انطلق الفيلم بأنواع مختلفة من البوكيمونات، فظهرت البوكيمونات اللطيفة مثل "جيجلي باف" و"بسيداك"، والعجيبة مثل "لودرد" و"جرينينجا"، والمثيرة للدهشة مثل "شاريزارد" و"ميوتو"، ثم هناك المخلوقات المزعجة المتمثلة في "مستر ميم"، الذي يبدو حقيقيا بما يكفي ليشبه بشريا، لكنه غريب بما يكفي لتعرف أنه بوكيمون، لكن الشخصية الأساسية في الفيلم وهي المحببة لقلوب الكثيرين هي شخصية بيكاتشو الذي يعرفه البعض بـ"بيكا بيكا".

من الكره إلى الحب
لقد أقدم الفيلم على بث الحياة في هذه الشخصيات الكرتونية بطريقة جدا محببة، فالدور الذي يلعبه بيكاتشو، يؤدي صوته رايان رينولدز، كشريك للمحقق هاري جودمان كان أساسيا، يظهر في الفيلم يرتدي القبعة الشهيرة للمحقق الخيالي "شيرلوك هولمز" واندمج بعد وفاة الوالد مع الابن تيم جودمان، يلعب دوره الممثل جاستيس سميث، رغم أن الأخير كان في بداية الفيلم يكره البوكيمونات ويفضل إبقاء مسافة بينه وبين تلك المخلوقات، لكن نشأ بينهما علاقة جدا وطيدة عاد من خلاله إلى طفولته التي كان يعشق فيها البوكيمونات لدرجة أنه كان يزين غرفته بكل ما يتعلق بها، فيجمع بطاقات البوكيمون، ويريد أن يكون مدرب بوكيمون، لكن هذا الشعور انقلب إلى كره، بسبب مغادرة والد تيم للبلدة والذهاب للعيش في بلدة البوكيمون، وأصبح شريكه المحقق بيكاتشو.
وفي يوم من الأيام تم تبليغ تيم بخبر وفاة والده المحقق، فذهب إلى تلك البلدة ليلملم أغراضه، لكن ذهابه لم يمر مرور الكرام فالتقى تيم المحقق بيكاتشو، وانطلقا في رحلة حل لغز الأب المفقود.

قصص التحقيق
يقدم فيلم "ديتيكتيف بيكاتشو" أسلوبا مميزا في السرد القصصي، ولقد استعمل كتاب السيناريو وهم هاروكا أوتسوي "قصة أصلية"، ساتوشي تاجيري "سيناريو مبدئي"، توموكازو أوهارا "قصة أصلية"، نيكول بيرلمان "سيناريو وحوار"، أليكس هيرش "سيناريو وحوار"، استعملوا أسلوب قصص التحقيق وأفلام المحققين، التي اشتهرت بين العشرينيات والخمسينيات، ويلعب دور المحقق في الفيلم شخصية بيكاتشو الذي يطلق دعابات خفيفة رسمت الضحكة على وجه المشاهد، لكن تيم يصاب بالغضب من هذا المخلوق الأصفر ويشكك في سلامة نفسه العقلية، لأنه ومثل أي شخص يعرف قوانين البوكيمونات، ليس من المفترض أن تتكلم هذه المخلوقات. يحدث هذا متعة وديناميكية جديدة، حيث يحصل تيم على معلوماته من البشر في حين يتواصل بيكاتشو مع البوكيمونات، ما يسمح لهما بجمع مواهبهما لحل القضية.
وتساعدهم على حل القضية كاثرين نيوتن بدور لوسي، وهي متدربة في محطة الأخبار المحلية، تمسك بزمام أمر تلك القضية وتحاول مع بيكاتشو وتيم وصديقها بسيداك الوفي حل لغز الأب المفقود، وبالتالي تأمين مادة إعلامية دسمة لرئيسها.

استخدام شخصيات محببة للنجاح
إن شخصية بيكاتشو المحببة لم تكن كافية لنجاح الفيلم بشكل باهر، ورغم أن هوليوود في الآونة الأخيرة أخذت تعتمد على تلك الشخصيات لتحقيق النجاح في أفلامها إلا أنها لم توفق في تلك الخطوة، حتى إن أفلامها حول باتمان وسوبرمان والجوكر، التي تفوق شعبية شخصيات البوكيمون بمراحل عديدة، رغم ذلك عجز عديد من تلك الأفلام عن تحقيق النجاح المتوقع منهم، ذلك لاعتمادها الكامل على شعبية الشخصيات وفي المقابل إهمال عديد من المقومات الرئيسة لبناء العمل السينمائي وعلى رأسها الحبكة القوية المترابطة، لذلك لا يعد التطوير والتجديد دائما في مصلحة العمل، ولعل أقرب مثال على ذلك هو فيلم Teenage Mutant Ninja Turtles -إنتاج 2014- الذي يتشابه بصورة كبيرة مع فيلم Pokémon Detective Pikachu إذ إن هو الآخر مقتبس عن أحد أشهر أعمال الرسوم المتحركة، التي أصابت العالم بالهوس، وقد حاول مخرجه تقديم شخصيات سلاحف النينجا الشهيرة وفق رؤيته، فقدمها في صورة مسوخ مشوهة مفتولة العضلات، ورغم أن هذا التصور أكثر منطقية في سياق القصة إلا أن أغلب المشاهدين وجدوا صعوبة في تقبله وتملكهم الحنين لمظهر السلاحف اللطيف من المسلسل الأصلي، خاصة أنهم لمسوا تنافرا بين ذلك المظهر المتوحش بعض الشيء وطبيعة الشخصيات الودودة المرحة.

هل من جزء ثان؟
كانت قد أعلنت شركة ليجيندري الأمريكية للإنتاج منذ فترة، عن الجزء الثاني من فيلمها المرتقب "المحقق بيكاتشو"، وذلك قبل إطلاق الجزء الأول من الفيلم، واستغلت الشركة الحماس الهائل في جميع أنحاء العالم حول الفيلم الذي يصور كائن البوكيمون بيكاتشو في دور محقق جرائم، لتفجير المفاجأة حول خططها لإطلاق جزء ثان من الفيلم، وللبوكيمون الملايين من المعجبين حول العالم، وهو ما ظهر فيما عرف بـ"هوس البوكيمون" عند إطلاق لعبة "بوكيمون جو" على الهواتف الذكية عام 2016، لذلك لاقى الفيلم حضورا مميزا، خصوصا أنه أول فيلم حديث للعالم الخيالي يبرع في تصوير الكائنات المذهلة بأحدث تقنيات السينما والجرافيك.
وقالت الشركة، إن أورين أوزيل، كاتب فيلم "22 جامب ستريت"، سيتولى كتابة سيناريو الجزء الثاني من المحقق بيكاتشو، حسب تقرير لموقع "هوليوود ريبورتر" الأمريكي للأخبار الفنية، دون ذكر أي تفاصيل أخرى عن الفيلم.

إطلاق اللعبة في الغرب
انطلقت لعبة المحقق بيكاتشو على 3DS في فبراير 2016 في اليابان فقط، ومنذ ذلك الحين، لم نسمع شيئا من مطوريها أو ناشريها عن إمكانية إطلاقها خارج اليابان، إلا أنه أخيرا قام مجلس تقييم الألعاب الأوروبي بتقييم اللعبة، ملمحا إلى إطلاقها في الغرب وذاكرا أنها ستتوافر في 31 ديسمبر 2020، وتتمحور اللعبة حول محبوب الجميع بيكاتشو، الذي يتعاون مع رفيقه البشري تيم جودمان في حل الجرائم وكشف ملابسات اختفاء والد تيم نفسه، تماما كما في الفيلم.
وستشتمل النسخة الغربية على جميع فصول قصة الإصدار اليابانية، مع محتوى إضافي جديد يشمل أماكن جديدة للاستكشاف. علاوة على ذلك، ستحتوي اللعبة على طور Easy Mode لأولئك اللاعبين الذين يرغبون في الحصول على بعض التلميحات التي تدلهم على الاتجاه الصحيح وتساعدهم خلال اللعب.

الأكثر قراءة