FINANCIAL TIMES

اختبار حوكمة عسير لأيقونات الصناعة في ألمانيا

اختبار حوكمة عسير لأيقونات الصناعة في ألمانيا

هناك شيء غرس في قلب الشركات الألمانية. لا تكتفوا بما نقول، بل انظروا فيما يلي: فضيحة الانبعاثات والتداعيات المستمرة في فولكس واجن.
مشكلات في مصرفي دويتشه بنك وكوميرتس بنك، أكبر مصرفين مدرجين في البورصة في البلاد.
فضيحة المحاسبة في مجموعة وايركارد للمدفوعات، كشفتها "فاينانشيال تايمز".
انهيار الأسهم في مجموعة باير منذ استحواذها الكارثي حتى الآن على شركة مونسانتو مقابل 63 مليار دولار.
الغضب الموجه ضد مجموعة باير، تكتل يضم من الأسبرين إلى الكيماويات الزراعية، بلغ مبلغا عاليا إلى درجة أن المساهمين صوتوا – في عمل غير مسبوق – مطالبين بسحب الثقة من إدارة الشركة في الشهر الماضي.
"ماذا فعلْتَ بمجموعة باير؟" سأل أحد المستثمرين المنفعلين في خطابه إلى رئيس باير، والعقل المدبر لعملية الاستحواذ على شركة مونسانتو فيرنر باومان.
هذا الشعور المتزايد بالإحباط بين المساهمين في الشركات الألمانية الكبرى في هذا المقال الطويل، يشير إلى أن المستثمرين هم أقل استعدادا مما كانوا لتحمل الإدارة السيئة.
لنكن واضحين، هناك كثير من الشركات الألمانية الناجحة والقوية والخالية من الفضائح.
بيد أننا نوصي بقراءة المقال لمعرفة كيف تغيرت عقلية المستثمرين حول الحوكمة في البلاد على مدار العقد الماضي أو أكثر، بما في ذلك إلقاء نظرة على هيكلة مجلس الإدارة، المجلس الإشرافي المكون من طبقتين، وهو غالبا ما يحير الأجانب.
كما يوجد أيضا إرث العلاقات الجيدة بين الشركات الألمانية الكبيرة ومجموعة صغيرة من أعضاء مجلس الإدارة، يبدو أنهم اكتسبوا بعض القوة الكبيرة في القمة، من خلال العضوية في مجالسهم الإشرافية. هناك مقالة جيدة من "بلومبيرج" قبل بضعة أعوام تظهر مدى تركيز قوة مجلس الإدارة في القمة.
يقول توماس شفيبي، المصرفي السابق في بنك جولدمان ساكس الذي يدير الآن شركة 7 إسكوير، التي تقدم المشورة للمستثمرين: "كثير من رؤساء مجالس الإدارة في الشركات الألمانية لا يزالون عمالقة الشركات من المدرسة القديمة، غير المستعدين للنظر في مصالح المساهمين، أو على الأقل ليس بالقدر اللازم".
الفكرة الرئيسة التي أخذتها "فاينانشيال تايمز" كنا نلمح إليها: يمكنك أن تتوقع تنامي ظاهرة المساهمين الناشطين في ألمانيا. أول شركة في مرمى النيران هي شركة باير، لكن سيكون هناك مزيد.
"ألتيس": صراع المصارف حول رسوم ضخمة
إذا كنت تتابع قصة شركة ألتيس – شركة الكابل المدرجة في البورصة التي تدار مثل شركة أسهم خاصة – ستكون قد رأيت أن قصة نموها أصبحت كارثية خلال الشهور الـ18 الماضية.
استراتيجية شركة ألتيس تحولت من اقتناص أكبر عدد ممكن من مشغلي الاتصالات، إلى بيع الأصول وفصلها في محاولة لتقليص كومة الديون الهائلة التي راكمتها في فورة الاستحواذ.
مصارف وول ستريت أقل اهتماما بإيجاد القيمة من اهتمامها بتحقيق الرسوم. ولهذا السبب تبقى شركة ألتيس عميلا مرغوبا فيه على الرغم من حظوظها المتباينة.
هل نبالغ؟ دفعت شركة ألتيس ما يزيد على 400 مليون دولار كرسوم إلى بنك جيه بي مورجان وحده، بينما حصل بنك جولدمان ساكس على ما يزيد على 220 مليون دولار كرسوم، وذلك وفقا لبيانات من وكالة ديلوجيك.
يغلب على ظننا أن هذه الأرقام هي أقل بكثير مما حققه فعلا أي من المصرفين من باتريك دراهي، الملياردير الفرنسي الذي أسس المجموعة، بعد مغادرة شركته المحبوبة ليبرتي جلوبال التابعة لجون مالون في عام 2000.
إضافة إلى الصفقات، دراهي استغل مصارف وول ستريت مثل بنك جولدمان للحصول على عدد من القروض ذات الهوامش الخاصة، وأشكال أخرى من الرفع المالي على إمبراطورية كابل مترامية الأطراف.
ما مدى قرب مؤسس شركة ألتيس إلى بنك جيه بي مورجان؟ إلى جانب رسوم الصفقات، عمل ابنه ناثان في المجموعة المالية ذات الرفع المالي التابعة للبنك الأمريكي حتى الآونة الأخيرة.
لكل هذه الأسباب، يستغرب بعض مراقبي شركة ألتيس أن بنك جيه بي مورجان – المستفيد الأكبر من سخاء المجموعة المثقلة بالديون في دفع الرسوم – لم يكن بالإمكان رؤيته في أي مكان خلال عملية بيع السندات الخطرة لمجموعة ألتيس التي بلغت قيمتها ثلاثة مليارات دولار الأسبوع الماضي.
تبين أن هناك قصة وراء ذلك – حيث يأخذنا روب سميث من قسم العناية الواجبة في "فاينانشيال تايمز" وراء الكواليس من هنا.
باختصار، ظن بنك جولدمان أن بإمكانه إبرام الصفقة بسعر أفضل من منافسه. وعندما طلبت شركة ألتيس من مصارفها التدخل ودعم الصفقة، لم يكن بنك جيه بي مورجان راغبا في إلزام الميزانية العمومية بصفقة يقودها منافسه.
الفكرة هي أن بنك جيه بي مورجان كان في الأصل يستكشف بعض شركات إدارة الأصول بشأن صفقة شركة ألتيس محتملة ذات عوائد أعلى. لذلك ربما لم يكن من المستغرب أن شركات إدارة الصناديق الأمريكية الكبيرة قدمت استقبالا فاترا إلى حد ما عندما اتصل بها بنك جولدمان مع بديل بسعر أقل سخاء.
يبقى سؤال واحد: إذا غادر ناثان بنك جيه بي مورجان، أين سيكون الآن؟ الجواب هو مجموعة بي سي بارتنرز للأسهم الخاصة، منذ بداية العام. هذه هي شركة بي سي بارتنرز نفسها التي حققت كسبا مفاجئا في عام 2017 من عملية الاكتتاب العام الأولي للقسم الأمريكي في شركة الكابل، الذي لا يزال مستثمرا فيها.
مشروع الحيوانات الأليفة
شركة بي سي بارتنرز تقاتل بشأن عملية الاكتتاب العام الأولي لشركة تشيوي. في عصر الغرب المتوحش في الثمانينيات لعمليات الدمج والاستحواذ العدائية، كانت الشركات المهاجمة تقدم ما يسمى عروضا من طبقتين.
يقدم مقدمو العروض المذكورون مبالغ دون الحد المناسب من النقدية لأول 51 في المائة من المساهمين الذين يبيعون أسهمهم.
أي شخص يأتي بعد ذلك سيعلق مع كومة من السندات الخطرة غير الجذابة كتعويض مالي.
محاكم ديلاوير أنهت في الأساس هذه الهياكل القسرية بشكل خاص التي شكلتمعضلة السجين للمساهمين. جنون الحقبة البائدة لعمليات الدمج والاستحواذ للشركات انتقل كما يبدو إلى عالم الديون المتعثرة اليوم، حيث شركات الأسهم الخاصة وصناديق التحوط تتقدم خطوة واحدة على القانون.
سوجيت إنداب من قسم العناية الواجبة في "فاينانشيال تايمز" يُلقي نظرة هذا الأسبوع على المعركة في شركة بتسمارت PetSmart حول شركتها التابعة لشركة تشيوي الطموحة، حيث أن شركة بي سي بارتنرز مالكة شركة بي إي، تتقاتل مع مجموعة كبيرة من صناديق التحوّط الذكية.
شركة تشيوي، متجر التجزئة لبيع مستلزمات الحيوانات الأليفة على الإنترنت، طرح نشرة عملية الاكتتاب العام الأولي الأسبوع الماضي التي يمكن أن تنبئ بتقييم بنحو عشرة مليارات دولار.
سيكون هذا تغييرا كبيرا في قواعد اللعب بالنسبة لشركة بي سي بارتنرز، التي حصتها في شركة بتسمارت المثقلة بالديون هي بلا قيمة من الناحية العملية.
كما يتحدث سوجيت، اقتراح شركة بي سي بارتنرز مع الدائنين في أوائل نيسان (أبريل) الماضي، لسحب التقاضي بشأن تحويل الأسهم في عام 2018 في شركة تشيوي تسبب في معضلة سجين كلاسيكية.تمكنت شركة بي سي بارتنرز في الواقع من الحصول على منشق في اللحظة الأخيرة للتوصل إلى صفقة. كان الدائنون غاضبين بشأن الاحتيالات، لكن كما تبين، قد تكون هناك قيمة كبيرة جدا في تشيوي بحيث سيضع الجميع خلافاتهم جانبا.
ربما سيشكل ذلك سابقة، وربما تصبح المواجهة التالية لشركات الأسهم الخاصة وصناديق التحوط بشعة على اعتبار أن القانون لا يزال متخلفا خطوة إلى الوراء.
تنقلات وظيفية
ذكرت وكالة رويترز أن بريان ليفين، الرئيس المشارك لتداولات الأسهم العالمية وخدمات التنفيذ في بنك جولدمان ساكس، سيتقاعد بعد 25 عاما في المصرف الاستثماري. فيليب بيرلينسكي وجيف نيدلمان، إلى جانب مايكل دافي، سيقودون الأسهم العالمية. شركة بريبلبريكس أنهت علاقتها مع رئيسها التنفيذي مايكل بروس، في الوقت الذي تتطلع فيه الشركة العقارية المتعثرة على الإنترنت إلى تقليص عملياتها الدولية.
بروس، الذي أسس المجموعة في عام 2012، سيحل محله كبير الإداريين التشغيليين الجديد في الشركة، فيك دارفي. أما شركة آشورست فعينت لوك روبوتوم كشريك في فريق النفط والغاز لمنطقة الشرق الأوسط في شركة المحاماة في أبو ظبي. كان روبوتوم في السابق شريكا في مجموعة وايت آند كيس البناء والهندسة. مجموعة كارلايل وظفت رولكه باجين ليكون رئيسا لمجموعة حلول الاستثمار، التي تنشئ محافظ للأسهم الخاصة والعقارات.
باجين كان في السابق الرئيس المشارك لفريق استثمارات الصناديق الأولية لدى شركة ألب إنفست.

قراءات ذكية
صعود جرينسيل: ما الذي يربط رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون وشركة جام للصناديق العملاقة السويسرية والمتداول النجم الذي طردته الشركة؟ الرابط هو الملياردير الأسترالي ليكس جرينسيل. فيما يلي نظرة على صاحب الأموال الذي يقع في قلب مشكلات شركة جام الأخيرة. "فاينانشيال نيوز" + "فاينانشيال تايمز". أصلحي الأمر، أيتها العبقرية: هل تستطيع ديردر أوبراين رئيسة قسم التجزئة الجديدة في شركة أبل، إعادة متجر أبل إلى مجده السابق؟ "بلومبيرج". سوق المقاصة تنتقل جنوبا: بينما تركز لندن على الحفاظ على أعمالها الثمينة، وهي مقاصة مقايضات أسعار الفائدة المقومة باليورو، من الانتقال إلى أوروبا، هناك جزء آخر من السوق ينتقل بهدوء إلى منطقة اليورو – مقاصة اتفاقيات إعادة الشراء. "فاينانشيال تايمز".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES