ثقافة وفنون

دار نشر تعيد إلى الكتاب السعودي وهجه وانتشاره

دار نشر تعيد إلى الكتاب السعودي وهجه وانتشاره

دار نشر تعيد إلى الكتاب السعودي وهجه وانتشاره

تحت وسم "وأخيرا دار نشر سعودية" على "تويتر"، أعرب مثقفون وكتاب ومؤلفون عن سعادتهم بتحقيق منجز ثقافي فريد طال انتظاره، سيصل - حال إنجازه - الكاتب السعودي بجمهوره داخل المملكة وخارجها.
أمير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، أعلن أن الدار المزمع إنشاؤها ستكون ذات مركز مالي مستقل تحت مظلة الوزارة، وتهدف إلى نشر الثقافة والأدب السعودي محليا وعربيا ودوليا، من خلال المشاركة في معارض الكتب المحلية والعربية والدولية، إضافة إلى منافذ بيع خاصة بالدار، سيقدم من خلالها الكتاب السعودي بأسعار رمزية.

إظهار الهوية الثقافية

عدّ مثقفون وقراء في تغريدات عبر منصات التواصل، أن إنشاء دار نشر سيظهر الهوية الثقافية السعودية، وسيضع الثقافة السعودية في مكانة عالمية مستحقة، وتعيد إلى الكتاب وهجه وانتشاره، وتحفظ حقوق المؤلفين والناشرين.
الدار، المستقلة عن النوادي الأدبية، ستعمل على إعادة نشر بعض كتب الرواد في المجالات الثقافية والأدبية والتاريخية، إضافة إلى تشجيع المبدعين من خلال نشر أعمالهم وفق آليات ولوائح محددة.
ورغم أن مخاوف انتابت دور نشر سعودية إثر قرار وزارة الثقافة الأخير بإنشاء دار حكومية، خصوصا فيما يتعلق بالتنافس والتأثير في ربحيتها، إلا أن مهتمين بالشأن الثقافي علقوا بأن دور النشر في العادة استثمار مكلف، والعائد منها غير مغر لرجال الأعمال، ووجود دار نشر حكومية سيكون داعما لنشر وترجمة الكتب من العربية إلى اللغات الأخرى، وترجمة ونشر الكتب العلمية إلى العربية، دون أن يؤثر ذلك في دور النشر من القطاع الخاص، خصوصا أن هناك إقبالا على الإنتاج الأدبي، ولا سيما المواهب الشابة التي تواجه صعوبة في التواصل مع دور النشر، وتتخوف الأخيرة من الاستثمار في هذه المواهب لعدم وجود إصدارات سابقة ولحداثة التجربة.

توصية أسست للدار

الدعوة إلى تأسيس دار نشر تسهم في نشر الإنتاج الأدبي السعودي محليا ودوليا جاءت كثمرة لتوصية باحثين في مؤتمر الأدباء السعوديين الخامس الذي عقد في نوفمبر من عام 2016، وعدت مبادرة حضارية، تؤسس لصناعة كتاب حقيقي، وفق أسس فنية وتسويق رائج للكتاب السعودي.
مثقفون أكدوا لـ"الاقتصادية" أن دور النشر عادة ما تبرم اتفاقيات مع المؤلفين للاستحواذ على النسبة الكبرى من العوائد المادية للكتاب، بما يزيد على 65 في المائة في بعض الأحيان، إضافة إلى شروط الناشرين التي تقصي بعض الموهوبين وتئِد إنتاجهم الأدبي في مهده.
من جهتها قالت هيا العيد الأديبة السعودية "إن خطوة إنشاء الدار خطوة ممتازة طالما انتظرناها نحن المؤلفين، بأن تكون هناك دار نشر مستقلة تماما عن النوادي الأدبية، بحيث تتولى استقبال طلبات النشر من قبل المؤلفين وتنفيذها، وستنتهي معاناة المؤلفين الذين أنهِكوا بالتردد ومخاطبة النوادي التي تغرق - بما أسمته - "الشللية" والمحاباة"، ودعا آخرون إلى تشكيل لجان للنشر ذات معايير عالية ودقيقة ترتقي بالإصدارات السعودية نحو الاحترافية، ومؤهلة لأن تكون واجهة البلاد الحضارية والثقافية.

ضبط الأسعار

اقتصاديا؛ ستحفز دار النشر أطراف العملية "الكاتب، الدار المكتبة، والسوق"، وسيكون من نصيب الكتب الناجحة مزيد من الانتشار على المستويين العربي والدولي، عبر طباعة نسخ خاصة توزع في المحافل الدولية والأيام الثقافية التي تقام بين الفينة والأخرى.
من شأن دار النشر الجديدة أن تسهم في ضبط أسعار الكتب، وتحد من جشع بعض دور النشر، عبر توفير كتب بأسعار رمزية، ما يدفع دور النشر الأخرى إلى العمل على استقطاب القارئ بأسعار تنافسية في متناول اليد.

الكتب الإلكترونية والترجمة

مواكبة للمرحلة المقبلة، بات لزاما على دار النشر التابعة لوزارة الثقافة أن تستفيد من التطور التقني الحاصل في عالم النشر، عبر تطوير منصة بيع إلكترونية، ومنصة لاستقبال طلبات النشر والتواصل بين المؤلف ولجان التقييم، فيما تضمنت المقترحات التي طرحت على هامش الإعلان عن تأسيس الدار مقترحا بطرح الكتب الإلكترونية والكتب الصوتية.
فيما يأمل مؤلفون أن تطرح دار النشر ورش عمل لتقديم نصائح واستشارات في مجال التأليف والنشر، وتعريفا بالأنظمة والتشريعات وحقوق المؤلف وواجباته، والملكية الفكرية وحمايتها، وكيفية بلورة الأفكار وتوثيق المصادر المعرفية.
ولعل من أهم التوجهات التي تحملها دار النشر الوليدة دعم حركة الترجمة، على غرار مشروع "كلمة" للترجمة الذي يندرج تحت مظلة قطاع دار الكتب في دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، ويسعى إلى تأسيس علاقة قوية مبنية على الثقة والتفاهم مع المؤلفين العالميين ودور النشر العالمية، ولهذا يلتزم بالحصول على حقوق الترجمة والنشر للكتب حديثة الإصدار من دور النشر الأجنبية التي تمتلك الحقوق الفكرية لهذه الكتب، تجسيدا لرؤية الإمارات في احترام حقوق الملكية الفكرية، ويشارك المشروع في معارض الكتب العالمية، ويترجم أبرز الكتب العالمية في شتى مجالات المعرفة، أي نحو مائة كتاب في العام. يحمل موقع "كلمة" الإلكتروني باقة متنوعة من الإصدارات ذات الأغلفة الفنية الفريدة، التي أعطت المشروع مزيدا من التميز، بعيدا عن الدور التقليدي لبعض دور النشر الحكومية العربية التي تنتج كتبا بأغلفة تقليدية، من دون أي فن يجذب القارئ.
ولا يكتفي المشروع بتقديم الكتب المترجمة للإصدارات المعرفية الشهيرة، بل تقدم أيضا ترجمة لأحدث الإصدارات العالمية في مجالات متعددة، ما يدعم النمو المستدام للحراك الثقافي الفاعل الذي تشهده أبوظبي، للمساهمة في دورها في خريطة المشهد الثقافي الإقليمي والعالمي، وتحقيق معرفة ثقافية أفضل بالآخر، من خلال مد الجسور بين الثقافة العربية والثقافات الأخرى، ما يساعد على بناء وتعزيز علاقات فاعلة مع شركاء عالميين، بحسب ما يعرّف المشروع عن ذاته في موقعه الإلكتروني.
كما طرح مثقفون إطلاق جائزة لأجمل 20 عنوانا لمؤلفين، تختار إصداراتهم من قبل لجنة تتغير سنويا، لطباعة الكتب الرابحة في فئات مختلفة، مثل فئات كتب الأطفال وفئة الكتاب الذين يصدرون مؤلفا للمرة الأولى، ما يشجع المؤلفين، ويعطي مصداقية أعلى لكتب الدار، ولا سيما أن الكتب المدعومة من جهات حكومية لا تكون جاذبة عادة للعرض في المعارض الدولية والمكتبات.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون