هذا المهندس .. ومشاريع الحرم المكي
الذين أبهرتهم توسعة مشاريع الحرم المكي الأخيرة لا يعرف أغلبهم أن المهندس عبدالله بن جنيدب العتيبي هو المصمم الرئيس لهذه المشاريع العملاقة، وكثير ما نسبت جهوده إلى غيره من مهندسين عرب وأجانب.
والحقيقة أن المهندس عبدالله بن جنيدب ابن مكة وأحد مبدعيها، لم ينل حقه من الظهور الإعلامي الذي يوازي جهوده الاجتماعية والمعرفية، وربما كان ذلك لطبيعته الشخصية التي تنفر من الأضواء، وتحرص على العمل بصمت وإبداع، ولعل هذا المقال يوفيه بعض حقه علينا؛ فهو رمز اجتماعي وأكاديمي وقامة علمية رفيعة تستحق التقدير والتكريم.
وقد حصل المهندس عبدالله على درجة البكالوريوس عام 1982 من جامعة الملك عبدالعزيز في جدة، قسم العمارة، كلية الهندسة وكان الأول على دفعته، ثم حصل على درجة الماجستير من جامعة بنسلفانيا في مدينة فيلادلفيا في الولايات المتحدة، عام 1984، تخصص تصميم معماري ثم حصل على درجة الدكتوراه من جامعة ستراثكلايد في مدينة جلاسكو في المملكة المتحدة، عام 1994، في تخصص اقتصاديات العوامل المعمارية والعمرانية، تحت إشراف البروفيسور هلدبرانت فري.
بدأ مسيرته المهنية معيدا بقسم العمارة، كلية الهندسة، جامعة الملك عبدالعزيز في جدة عام 1982 ثم محاضرا في قسم العمارة، كلية الهندسة، جامعة الملك عبدالعزيز في جدة من عام 1984 - 1990، ومنذ عام 1994 عمل أستاذا مساعدا بقسم العمارة، كلية تصاميم البيئة، جامعة الملك عبدالعزيز وعمل أيضا وكيل الكلية للتطوير والجودة، كما اختير أستاذا مشرفا للمشروع المعماري الفائز بالمركز الثاني المنظم من قبل رابطة الجامعات الأمريكية.
وإضافة إلى نجاحاته المتميزة في تصميم مشاريع الحرم المكي في التوسعة الأخيرة، التي اتسمت بالواقعية ودقة التنفيذ، فقد كان المهندس عبدالله هو المصمم الرئيس لمشروع مكتبة الملك فهد العامة في جدة، والمصمم الرئيس لمشروع كلية الطب الأهلية في جدة. إضافة إلى تصميم مجموعة من المشاريع المعمارية والمخططات السكنية والتجارية في مختلف مدن المملكة، والإشراف على عدد من تصاميم المشاريع التنافسية منها المشروع الفائز بالمركز الأول لإسكان "100 ألف حاج في حي الرياض في مكة المكرمة". وكذلك مشروع تطوير منطقة جبل عمر والمنطقة المركزية في مكة المكرمة.
من يتصفح حساب المهندس عبدالله في "تويتر" مثلا يجد البساطة والتواضع والأدب الجم، بل إنه في مجمل تغريداته لم يذكر لأحد شيئا عن هذه المنجزات ما عدا حين يسأله بعض المهتمين فيجيب باختصار دون تكلف أو تعقيد.
وقد سمعت من بعض محبيه وطلابه أنه رفض التقدم والترشيح لبعض الجوائز العلمية في منطقة مكة، رغم أحقيته بها، ولذلك يظل هذا الرجل المبدع الذي خدم وطنه ومجتمعه بإخلاص، قدوة وطنية كبيرة لأبناء اليوم يستحق التكريم الذي يليق به.