بوصلة الاستثمار العالمي تتجه نحو سوق الطيران السعودية

بوصلة الاستثمار العالمي تتجه نحو سوق الطيران السعودية

من المقرر أن تنطلق أعمال مؤتمر الطيران المدني الدولي 2019، في الرياض خلال يومي 1 و 2 نيسان (أبريل) 2019، بهدف تبادل المعلومات والخبرات المتعلقة بقطاع الطيران المدني، والاستفادة من التجارب لرفع جودة الخدمات، ومراجعة الممارسات المتبعة عالميا نحو تحسين التعاون في مجال الأمن والسلامة في القطاع.
ويسلط المؤتمر الضوء على السياسات واللوائح والخطط المستقبلية في كل ما يتعلق بالأمن والسلامة والفرص الاستثمارية التي تقدمها منظومة الطيران المدني حول العالم، والابتكارات المؤثرة في مجال تكنولوجيا الطيران، كما يستعرض خطط واستراتيجيات قطاع الطيران المدني بالمملكة تماشيا مع أهداف "رؤية المملكة 2030". وسيناقش عددا من الموضوعات الحيوية والمهمة في قطاع الطيران المدني، أبرزها دعم الفرص الاستثمارية، ومساهمة الطيران المدني في النمو الاقتصادي، والسياسات الاقتصادية، ومشاركة القطاع الخاص، إضافة إلى عدد من المحاور المتعلقة بالسلامة الجوية وأمن الطيران، ودور المرأة في مجال الطيران، إلى جانب مناقشة السياسات الاقتصادية، ومشاركة القطاع الخاص، ومحور عن المطارات الذكية والتقنية، وتطوير تجربة المسافرين في المطارات، وإدارة المواهب وبناء جيل واعد في الطيران المدني.
ويكسب المؤتمر أهميته الكبيرة في ضوء رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز له، انطلاقا من الدور الرئيس والمحوري للمملكة في صناعة النقل الجوي على المستوى الإقليمي والدولي، وتماشيا مع "رؤية المملكة 2030" وما تطمح إليه من جذب الاستثمارات الدولية للمملكة.
ويعد المؤتمر الذي تستضيفه الهيئة العامة للطيران المدني، ويشارك من خلاله عديد من وزراء النقل ورؤساء هيئات الطيران المدني والمتخصصين في الهيئات والمنظمات الدولية والإقليمية المعنية بقطاع الطيران المدني واحدا من أهم الفعاليات التي تنظم على المستوى العالمي في مجال صناعة النقل الجوي.
وتسعى المملكة إلى تعزيز اقتصادها الوطني والنهوض بصناعة الطيران المدني لتشكل رافدا اقتصاديا مهما للوطن خلال السنوات المقبلة، والاستفادة من الموقع الجغرافي الاستراتيجي للمملكة، ما يجعلها مركزا لوجستيا عالميا يربط القارات الثلاث (آسيا، أوروبا، إفريقيا)، ويسهم في جذب كبريات الشركات العالمية للاستثمار بها، ويعزز من صناعة النقل الجوي بالمملكة وهو ما يتوافق مع الخطة الاستراتيجية للهيئة العامة للطيران المدني، التي تتماشى مع "رؤية المملكة 2030" والرامية إلى تنمية الاقتصاد الوطني، إضافة إلى بناء شراكات فاعلة مع القطاع الخاص وإيجاد الفرص الاستثمارية التي تضع المملكة في مكانة متقدمة في صناعة النقل الجوي على المستوى الدولي.
ويحظى قطاع الطيران المدني في المملكة بفرص استثمارية كبرى، حيث تشير الإحصاءات والدراسات الصادرة من الهيئة العامة للطيران المدني إلى استمرار نسبة النمو في أعداد المسافرين عبر مطارات المملكة خلال الأعوام المقبلة، ومن المتوقع أن يبلغ إجمالي عدد المسافرين في مطارات المملكة خلال العام الحالي 2019 إلى (101554331) مسافرا، وهو ما يعني ارتفاعا متوقعا في نسبة النمو تصل إلى 129.3 في المائة مقارنة بأعداد المسافرين قبل عشرة أعوام ماضية وتحديدا في عام 2009 الذي وصل خلاله عدد المسافرين إلى (44287274) مسافرا.
وتشير نسب النمو المرتفعة في أعداد المسافرين إلى الطلب المتنامي والكبير على الطيران المدني في السوق السعودية، وإلى النظرة الإيجابية في مستقبل القطاع خلال السنوات المقبلة، حيث يشكل ارتفاع النمو السكاني الثابت، والاستقرار الأمني، والازدهار الاقتصادي الذي تعيشه المملكة، أبرز مؤشرات التفاؤل في ضوء الجهود التي تقوم بها الهيئة العامة للطيران المدني عبر وضع الخطط والاستراتيجيات المتقدمة للقطاع، وتشجيع فرص الاستثمار في المطارات وكل قطاعات الطيران المدني في المملكة.
ومن المتوقع أن يشهد القطاع نموا متسارعا في الأعوام المقبلة، وأن يصل عدد المسافرين في مطارات المملكة خلال عام 2030 إلى (195786792) مسافرا، بنسبة نمو تزيد على 92.8 في المائة مقارنة بالعام الحالي 2019، ما حدا بالمتخصصين في مجال النقل الجوي إلى وضع سوق الطيران بالمملكة كواحدة من أفضل أسواق الطيران الصاعدة في العالم، وذلك استنادا إلى المؤشرات الإيجابية التي تشير إلى استمرارية النمو في القطاع خلال الأعوام المقبلة.

الأكثر قراءة