Author

مؤشر القوة .. وسؤال قديم

|


يتكون مؤشر القوة المعترف به عالميا من عناصر أهمها القوة العسكرية والاقتصادية والسياسية إضافة إلى التحالفات الدولية القوية .. وقد حققت بلادنا تقدما في المؤشر العالمي لتصل إلى المرتبة التاسعة حسب ما ورد في الأنباء خلال الأسبوع الماضي .. وفي حيثيات الوصول إلى هذا الترتيب المتقدم دلالة على التأثير السياسي والإمكانات الاقتصادية والتفوق العسكري وقدرتها على التعامل مع الأزمات وتشكيل التحالفات الدولية، ما جعلها في الوقت الحاضر تحتل عناوين الأخبار وتشغل أهل السياسة والاقتصاد عالميا .. ولعل أهم المعايير أيضا أنها - أي السعودية - تفي بتعهداتها والتزاماتها الدولية.
وبمناسبة الحديث عن هذا المركز المتقدم في مؤشر القوة العالمية .. أتذكر كيف كنا قبل سنوات ليست في عمر الدول والشعوب شيئا، حينما يقدم الشخص نفسه إلى الأجانب في المؤتمرات وحفلات الاستقبال ويذكر أنه من السعودية تتعالى الأصوات "بلد غني .. Rich Country" ولقد استوقفتهم ذات مرة بسؤال عن تعريف البلد الغني .. لأمرن لغتي الإنجليزية في بداية تعلمها .. قال أحدهم: لديكم البترول .. وهنا استوقفته لأقول: فقط؟ ولكن أنتم لديكم المصانع التي تحول هذا البترول إلى سلع تباع بأغلى الأثمان، ولديكم الجامعات العريقة والمستشفيات المتخصصة والطرق والمطارات والقطارات، وأهم من ذلك البحوث العلمية والعقول المخترعة .. وهنا طلب مني التوقف .. ورفضت قبل أن أكمل بأننا الآن لدينا بداية جيدة لتأسيس كل هذه المرافق والخدمات والمشاريع وسنأتي عن قريب لنقول لكم: نعم نحن بلد غني .. واليوم لا نقول ذلك نحن .. وإنما تقوله مؤسسات عالمية متخصصة ومحايدة .. فالسعودية لديها الجامعات والمستشفيات والطرق والمطارات العالمية وشبكات القطارات المتطورة .. وأهم من ذلك عقول تقود الحراك السياسي والاقتصادي بكفاءة عالية، ثم هناك شباب وشابات شعارهم الإبداع والإخلاص والإنتاج في مختلف المجالات ولم يعد البترول هو ما يقدمنا أمام العالم وإنما نعرف أنفسنا للآخرين بأننا أهل الحضارة العريقة والتقدم الحديث ومن النادر أن تجد دولة تحمل الصفتين معا.
وأخيرا طموحنا يصعد إلى عنان السماء كما قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ولن نكتفي بالمركز التاسع بل ستتقدم بلادنا إلى المراكز الأولى وفي وقت قياسي فكما تقدمت على دول عديدة في 30 أو 40 عاما فإن السنوات القادمة ستكون أكثر سرعة في التقدم لأن الطموح كبير والإمكانات التي تترجم هذا الطموح متوافرة .. ولا أتحدث هنا عن الإمكانات المادية وإنما البشرية فسجل اختراعات الشباب والشابات السعوديات في مختلف حقول العلم وتفوقهم في جامعات عالمية يشيران إلى مستقبل أفضل وسنراجع كل عام كشف الإنجازات والتفوق في شتى المجالات.

إنشرها