حين وصلني مقطع "واتساب" لطفلين صغيرين يقوم والداهما بسكب الماء المغمور بقطع ثلجية فوق جسديهما العاريين خارج المنزل وفي درجات حرارة جليدية تنخفض تحت الصفر بعشر درجات، شعرت أن جسدي يرتجف من البرد لمجرد رؤية هذا المقطع وظننت أن الأمر يدخل ضمن نطاق التعنيف للأطفال وتعجبت كيف لم يخش الأهل من إصابة طفليهما بلفحة برد أو جلطة أو العصب السابع؟ ثم تذكرت أني رأيت مقطعا سابقا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وهو يغطس جسده ببركة ثلجية عدة مرات في درجات حرارة سيبيرية خلال وقت متأخر من الليل حيث تكون درجات الحرارة في أدنى مستوياتها، فهل يكون هذا أحد أسرار حفاظه على شبابه المتوقد رغم بلوغه الـ66؟
الفضول دفعني للبحث فوجدت كثيرا من الفوائد العجيبة للاستحمام بالماء البارد لكن ربما الخوف يدفعنا لعدم تجربتها رغم فوائدها العظيمة، والإنسان غالبا عدو ما يجهل. - تخيلوا أن الماء البارد يقوم بتحسين مستوى عمل جهاز مناعة الجسم، ففي دراسة أُجريت عام 1993 من قبل معهد بحوث التخثر في إنجلترا، لاحظوا أن الأفراد الذين يغتسلون بالماء البارد يوميا يحصل لديهم زيادة في عدد خلايا الدم البيضاء لمكافحة الفيروسات مقارنة بالأفراد الذين يستحمون بالماء الساخن. - الماء البارد يحفز نشاط غدة البنكرياس لإفراز هرمون الإنسولين الذي يسرع احتراق السكر في الدم ولذلك كبار السن الأصحاء في الصين يستحمون وبشكل جماعي في بحيرات باردة تصل إلى درجة التجمد. - الماء البارد يزيد من تدفق الدم، وقوة الدورة الدموية التي تساعد على مكافحة بعض الأمراض في الجلد والقلب، حيث يتم ضخ الدم بشكل أكثر كفاءة، وبالتالي يتم تعزيز قدرة القلب بشكل شامل، كما يخفض ضغط الدم ويعالج انسداد الشرايين ويحسن من البشرة والشعر. - تخفيف مستوى التوتر النفسي، وتخفيف حدة الشعور بالاكتئاب فإذا كان "ضايق صدرك تروش بمويه باردة" ولاحظ نفسيتك بعدها! - يحفز على فقدان الوزن ومستوى حرق الدهون فالشخص المواظب على هذه العادة سيفقد أكثر من خمسة كيلو جرامات من وزنه في السنة دون أي حمية أو رياضة. - يخفف من آلام العضلات ويساعد على شفائها سريعا وقد كان اللاعب البريطاني آندي مري المصنف الأول عالميا في التنس، يقوم بعد الانتهاء من كل مباراة بالغوص في حوض استحمام مليء بالماء المثلج حفاظا على عضلاته وتخفيفا لآلامها.
ويظهر الإعجاز العلمي في القرآن الكريم في فوائد الماء البارد حين أمر الله نبيه أيوب عليه السلام "ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ".
