هذه العبارة صارت مثلا وهي بحكم التركيب والمجاز والاستعمال خرجت ألفاظها عن معانيها الأصلية إلى معنى آخر بلاغي فهي كناية عَمَّنْ يَتَكَلَّم بكلام ويريد شيئا غيره، أو يقصد بالحديث شخصا آخر غير الذي يخاطب قال سهل بن مالك الفزاري معجبا بامرأة أكرمته من طيء وأنزلته في الخِباء وهي تسمع إنشاده:

يا أخت خير البدو والحضاره كيف تريْنَ في فتى فزاره

أصبحَ يهوى حُرَّة مِعطاره إيّاكِ أعني واسمعي يا جاره

فصار هذا القول تعبيرا اصطلاحيّا شاع بين الناس بهذا المعنى البلاغي.