أخبار اقتصادية- عالمية

الإغلاق الحكومي يعرقل مشاركة الوفد الأمريكي في «دافوس»

الإغلاق الحكومي يعرقل مشاركة الوفد الأمريكي في «دافوس»

ألغى الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أمس رحلة وفد بلاده للمشاركة في منتدى دافوس الاقتصادي، إضافة إلى إلغاء جولة مقررة لرئيسة مجلس النواب الديموقراطية نانسي بيلوسي، في ظل تعمق أزمة الإغلاق الجزئي للإدارات الفيدرالية.
وبحسب "الفرنسية"، ازدادت الفوضى التي تعصف بدوائر صنع القرار في العاصمة الأمريكية على وقع سجال بين الكونجرس والبيت الأبيض بشأن كيفية الخروج من المأزق الذي دخل أسبوعه الرابع وتسبب بحرمان آلاف الموظفين الفدراليين من رواتبهم. لكن المسألة ارتدت طابعا شخصيا بشكل متزايد بين طرفي النزاع الرئيسين، وفي رسالة احتوت على نوع من السخرية، قال ترمب لرئيسة مجلس النواب المعارضة له بيلوسي: "آسف لإبلاغك بأن جولتك إلى بروكسل ومصر وأفغانستان تأجلت.. سنحدد تاريخا جديدا لجولتك هذه التي تستمر سبعة أيام عند انتهاء الإغلاق الحكومي.. أنا متأكد من أنك ستتفقين على أن تأجيل مناسبة العلاقات العامة هذه هو قرار مناسب". وفي خطوة بدا أنها تهدف لتجنب الانتقادات الديموقراطية المرتبطة بسفرات الإدارة غير الضرورية خلال الإغلاق، أعلن البيت الأبيض إلغاء رحلة ستيفن منوتشين وزير الخزانة وغيره من المسؤولين للمشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي دافوس؛ "لمراعاة 800 ألف موظف أمريكي رائع لا يستلمون رواتبهم".
وخططت بيلوسي ووفدها للقيام بزيارة إلى أفغانستان وكان من المفترض أن يسافروا على متن طائرة "إير فورس وان" الرئاسية، وأفاد مكتبها أن مصر لم تكن على جدول الرحلة.
وأفاد مساعد لها في الكونجرس أن عدة نواب كانوا في الحافلات في طريقهم لمغادرة مبنى الكابيتول عندما وصلهم قرار ترمب.
وفي محاولة لإحراجها، ذكر ترمب أنه لا يزال بإمكان بيلوسي حجز رحلاتها الخاصة، وكتب في رسالته "طبعا، في حال رغبتي بالقيام بجولتك عبر السفر على الطيران التجاري، فبالتأكيد لديك الحق في ذلك".
وأعقب قرار الإلغاء اقتراح بيلوسي بأن يؤجل ترمب كلمته السنوية عن حال الاتحاد الموجهة إلى الكونجرس والمقررة في 29 كانون الثاني (يناير) أو أن يلقيها من البيت الأبيض.
ورغم أنها أرجعت ذلك إلى تأثير الإغلاق الحكومي على الإجراءات الأمنية، لكنها على ما يبدو ترغب بحرمان الرئيس من أهم لحظاته السنوية تحت الأضواء.
وبينما نفى البيت الأبيض أن يكون إلغاء سفرتها هو للرد عليها، إلا أن ذلك لم يقنع الكثيرين.
وأثار قرار ترمب حفيظة الديموقراطيين في مجلس النواب الذين كان من المفترض أن ينضموا إلى بيلوسي، بينهم العضو الجديدة في الكونجرس إليان لوريا، الجندية السابقة في البحرية التي أشارت إلى أن هدف الزيارة كان الإعراب عن التقدير للجنود الأمريكيين والحصول على معلومات استخباراتية مهمة.
وقالت لوريا في بيان إن "الإشراف مهمة الكونجرس، ومن غير المناسب أن يتدخل الرئيس في مهامنا الدستورية".
بدوره، اتهم السناتور الجمهوري ليندسي جراهام الذي لعب دور الحكم بين ترمب وبيلوسي على مدى الأسابيع الأخيرة بـ"اللعب سياسيا بخطاب حال الاتحاد".
لكنه انتقد ترمب كذلك مشيرا إلى أن "منع رئيسة مجلس النواب من السفر على طائرة عسكرية لزيارة جنودنا في أفغانستان وحلفائنا في مصر وحلف شمال الأطلسي أمر غير مناسب كذلك"، مضيفا أن "تصرفا واحدا غير ناضج لا يستحق ردا آخر عليه".
ويعود سبب الإغلاق الجزئي لإدارات الحكومة الفدرالية إلى رفض الرئيس الأمريكي التوقيع على ميزانية عدد من الوزارات ردا على رفض مجلس النواب الذي يهيمن عليه الديموقراطيون الموافقة على مشروعه لبناء جدار على الحدود مع المكسيك.
وتزداد تداعيات الإغلاق على البلاد حيث طُلب من موظفي مكتب التحقيقات الفدرالي وموظفي المتاحف وخفر السواحل وغيرهم من المسؤولين إما البقاء في منازلهم أو العمل دون رواتب.
وبينما سيحصل الموظفون العاديون على رواتب في نهاية المطاف، إلا أنه لن يتم الدفع للمتعاقدين.
ويتبادل الديموقراطيون والبيت الأبيض المسؤولية بشأن الأزمة في وقت لا يظهر أي من الطرفين مؤشرات بشأن إمكانية التراجع.
وسارع معارضو ترمب إلى الإشارة إلى أنه زار جنود بلاده في العراق خلال أزمة الإغلاق الحكومي.
ويعتقد آدم شيف رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب أن هذه هي المرة الأولى التي يلغي فيها رئيس أمريكي مهمة لرئيس مجلس النواب لتقصي الحقائق في بلد يشهد حالة حرب.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية