Author

ولي العهد .. مزيد من الشفافية والصرامة

|

في كل مرة يظهر فيها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للإعلام، لا بد أن تكون الشفافية والوضوح والصرامة حاضرة بقوة، ولا يمكن أن يتجاهل سؤالا أو يسعى إلى إجابات غير دقيقة، وما حواره مع الفريق الصحافي لوكالة "بلومبيرج" قبل أيام إلا امتداد للحوارات الجريئة والشفافة التي تعودنا عليها من ولي العهد، ولعل اللقاء الأخير من أهمها سواء من ناحية التوقيت أو من خلال القضايا التي تطرق إليها.
اللقاء اشتمل على كثير من الجوانب المهمة، لعل من أهمها الأمور الاقتصادية، فقد وضع الأمير الشاب حدا للتكهنات والتأويلات بشأن طرح 5 في المائة من أسهم "أرامكو" للاكتتاب العام عندما طمأن الأسواق العالمية التي ترغب في الطرح بأن الأمر سيتم ولا رجعة فيه، بل وضع موعدا لذلك وهو أواخر 2020 أو مطلع 2021، وهو أمر يؤكد أن الاستراتيجيات السعودية بما فيها طرح "أرامكو" لا يمكن أن تقر إلا بعد التأكد من فوائدها وعوائدها، وما التأخير إلا انتظار للوقت الأمثل المناسب وهو ما أكده وزير الطاقة السعودي خالد الفالح في أكثر من مناسبة.
أيضا ألجم الأمير الشاب الإعلام المعادي الذي لم يتوقف عن السؤال عن الرد السعودي على تصريحات ترمب الأخيرة التي تطرق فيها للعلاقة الأمنية بين بلاده والسعودية، حيث جاء الرد واضحا شفافا متعقلا أيضا عندما قال ولي العهد "لن ندفع شيئا مقابل أمننا"، بل أكد قدرة السعودية على حماية مصالحها في المنطقة فما بالك بالدفاع عن أمنها، وأنها قادرة على ذلك وضرب أكثر من مثال في هذا الشأن، وزاد وقدم للمتربصين حصة في التاريخ المعاصر عندما أكد أن السعودية نشأت قبل نشأة أمريكا بأكثر من 30 عاما، وأن ما يجمعها بها هي شراكة استراتيجية ولم تكن حماية أمنية في يوم من الأيام، وهي بالمقابل تدفع للسلاح كما تشتريه من أي مكان في العالم، وكما تفعل كل دول العالم التي تسعى إلى تقوية جيوشها وحفظ أمنها واستقرارها، حيث لا يوجد أي جندي أجنبي على الأراضي السعودية فعن أي حماية يتحدثون.

إنشرها