الثلاثاء, 7 أكتوبر 2025 | 14 رَبِيع الثَّانِي 1447
Logo
شركة الاتحاد التعاوني للتأمين11.38
(0.09%) 0.01
مجموعة تداول السعودية القابضة212.6
(2.02%) 4.20
ذهب3974.4300000000003
(0.34%) 13.45
الشركة التعاونية للتأمين138
(3.45%) 4.60
شركة الخدمات التجارية العربية109.5
(2.05%) 2.20
شركة دراية المالية5.69
(0.35%) 0.02
شركة اليمامة للحديد والصلب38.7
(2.76%) 1.04
البنك العربي الوطني25.2
(-2.40%) -0.62
شركة موبي الصناعية13
(4.08%) 0.51
شركة البنى التحتية المستدامة القابضة35.52
(-0.50%) -0.18
شركة إتحاد مصانع الأسلاك25.5
(-1.09%) -0.28
بنك البلاد29.24
(0.69%) 0.20
شركة أملاك العالمية للتمويل12.8
(0.08%) 0.01
شركة المنجم للأغذية61.75
(0.16%) 0.10
صندوق البلاد للأسهم الصينية12.99
(-0.23%) -0.03
الشركة السعودية للصناعات الأساسية62.3
(1.05%) 0.65
شركة سابك للمغذيات الزراعية119.8
(2.74%) 3.20
شركة الحمادي القابضة34.7
(-0.29%) -0.10
شركة الوطنية للتأمين16.27
(0.49%) 0.08
أرامكو السعودية24.85
(0.24%) 0.06
شركة الأميانت العربية السعودية21.93
(-0.68%) -0.15
البنك الأهلي السعودي39.1
(1.19%) 0.46
شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات35.08
(0.63%) 0.22
تحقيق المال.. عبرة وتحذير «1 من 2»

غالبا ما تكون النظرة المشوهة للمال نابعة من الطفولة

"الرجل الحكيم يُبقي المال في عقله، وليس قلبه،" ـ جوناثان سوفت.

ينحدر باولو من خلفية متواضعة جدا، وأصبح فاحش الثراء نتيجة عمله الدؤوب وبعض الحظ، ولكن للأسف، تغير باولو نتيجة ثرائه نحو الأسوأ، حيث ولد المال بداخله حسا بالفوقية وأصبح يسيء معاملة الآخرين، ولم يكن هذا من شيمه قبل اغتنائه. وبدأ باولو يعتقد أن ثراءه يمنحه الحق بأن يفعل ما يشاء، وبات يعامل الآخرين بأسلوب غير أخلاقي.

فبدلا من تقييم الناس بناء على جوهرهم، صنف الناس تبعا لحجم ثرواتهم، واعتبر كل الفقراء والمعدومين فشلة. وبدأ باولو نتيجة معاييره الأخلاقية غير المتزنة الاحتيال على الآخرين دون رحمة بهدف تنمية ثرواته، التي كانت ضخمة أصلا. وبشكل عام كلما زادت ثروة باولو، رافقها انحدار في حياته الاجتماعية، وأسهمت قلة تعاطفه مع الآخرين في انعزاله الاجتماعي.

ومع مرور الوقت، تحولت مساعي باولو لجني المال إلى نوع من الإدمان، فكلما جنى مزيدا من المال، ازداد إحساسه بالرضا عن نفسه، كأنما كانت تمنحه نشوة مؤقتة من خلال ارتفاع مستوى هرمون الدوبامين، المسؤول عن الشعور بالسعادة وتكافئنا به أجسامنا عندما نقوم بأشياء تساعدنا على النجاة.

وكسائر أنواع الإدمان الأخرى، انقلبت الموازين ضد باولو في النهاية، فسعيه الدؤوب لجمع الثروات والممتلكات المادية، جعله غير سعيد في حياته. ولم يؤد المال إلى طلاقه من زوجته فحسب، بل عمقت الفجوة بينه وبين أولاده ليغدو شخصا غريبا بالنسبة لهم، ومع مرور السنين، وجد باولو نفسه وحيدا في قصره الفخم، محاطا بخدمه وحشمه فقط، وباختصار، هذا نتيجة الجشع والأنانية.

جاءت مقولة "النقود تجعل العالم يدور" من الفيلم الغنائي الشهير "كبريه"، حيث استهزأ وسخر مغنو الفيلم من الأوهام المتمثلة بأن كل شيء ممكن بالمال. وفي الحقيقة، لدى معظمنا أفكار غير منطقية حول قدرة المال على تغيير حياتنا بشكل سحري.

وبالتأكيد، سيفتح المال أمامنا الأبواب لخيارات إضافية لم تكن متاحة أمامنا من ذي قبل. كما أن تعددية استخدامات المال تجعله دافعا قويا للسلوك البشري. ومن الناحية الرمزية، كان اختراع المال أمرا مذهلا بحق، نظرا لقدرته على تسخير الطاقات البشرية وتحويلها إلى سلعة قابلة للتخزين ويمكن تداولها للحصول على البضائع أو الخدمات. كما أن المال بات رمزا للرخاء الاقتصادي والمكانة والسلطة والجاه والقوة والحب والسعادة.. إلخ، ويراه الكثير كنقاط في لعبة اسمها الحياة، ويعدون أن الحياة عبارة عن سباق، يتمكن خلاله الفائزون من جمع أكبر قدر من المال.

وعلى الرغم من أن قلة من الناس يعتقدون أن المال قادر على شراء السعادة، إلا أن الأغلبية العظمى يظنون أن المال سيجعلهم أكثر سعادة، ويناقش بعضهم أنه من الأفضل أن يكون المرء غنيا وتعيسا، على أن يكون سعيدا وفقيرا، ومن هذا المنظور المال لا يشتري السعادة، ولكنه يجعل التعاسة محتملة أكثر، ويؤسفني أن أقول إنه غالبا ما يصاحب السعي لجني الأموال عواقب وخيمة، فعندما يكون جمع الثروات والأموال الشغل الشاغل للفرد، يسهم ذلك في إحداث كثير من الأضرار والمشاكل على المستوى الشخصي وفي علاقات المرء مع الآخرين، وتراوح المشاكل بين الشعور بالاكتئاب والاضطهاد والعجز والإسراف والعزلة، وتصل لغاية الانتحار أو القتل، وإضافة إلى النقاط الآنفة الذكر، قد يحول المال الإنسان المحترم إلى شخص بغيض، وكما قال الكاتب الإنجليزي والشاعر دي. إتش. لورنس "يسممك المال عندما تملكه، ويجوعك حين تفتقده"... يتبع.

للإشتراك في النشرة
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من الاقتصادية