سكن مقارب لـ «فيلا» وسعر شقة
نعم ممكن، عبر ما يسمى "تاون هاوس" townhouse. ويمكن اعتباره نمطا وسطا بين الـ"فيلا" والشقة. وهو منتشر في دول كثيرة، وبعضها غنية وكبيرة المساحة وليست كثيفة السكان، كأمريكا وكندا وأستراليا.
الـ"تاون هاوس" عبارة عن وحدة سكنية مستقلة بارتدادين اثنين، أمامي وخلفي، وربما ارتداد أمامي ونصف خلفي. ولذا، فميزة الـ"تاون هاوس" أنه أكثر استغلالا للأرض مقارنة بـ"الفلل" و"الدبلكسات".
وحسب علمي، متوافر في ثلاثة خيارات: الأول وحدات منفردة "أي ليست ضمن مجمع compound" وكل وحدة فيها موقف أو موقفان للسيارات في الارتداد الأمامي. والثاني كالأول، ولكن بساحة ومواقف سيارات مشتركة، وفي هذه الحالة لا يشترط ارتداد أمامي خاص بكل وحدة. والثالث، ضمن مجمع يحوي مرافق وخدمات لسكان المجمع. وهذا المقال يتحدث عن الخيارين الأول والثاني فقط.
من الغرائب عدم انتشار نمط الـ"تاون هاوس" في مدننا. ما السبب؟ لا أعرف جيدا.
الـ"تاون هاوس" عرضه يبدأ عادة من ثمانية أمتار، ومساحة الأرض تراوح في الغالب بين 100م2 و160م2 حسب الظروف، مثلا، هل هو ضمن الخيار الأول أو الخيار الثاني، الذي له ساحة ومواقف سيارات مشتركة. وفي هذا الخيار، يمكن الاستغناء عن ارتداد أمامي لكل وحدة. أما الارتداد الخلفي، فعرضه ومساحته حسب الرغبة، مثل الرغبة في توفير مساحة تكفي لجلسة صغيرة. ولكن قد يسمح باستغلال بعض هذا الارتداد الخلفي بالبناء فيه.
قد يتوافر قبو تحت كل أو بعض الطابق الأرضي. ومسطح الطابق الواحد يدور غالبا بين 70 و120م2. ومجموع المسطحات يراوح في الغالب بين 150 و300م2.
السعر وما يعنيه لمن يرغب في التملك
مقارنة بأسعار الوحدات السكنية المتاحة حاليا، ستراوح أسعار معظم وحدات الـ"تاون هاوس" في الأحياء أو الأجزاء المطورة المخدومة، أي التي تتوافر فيها كل المرافق والخدمات الأساسية، ستراوح بين 250 و450 ألف ريال، حسب الموقع والمساحة وغيرها من العوامل المؤثرة في السعر.
ملحوظة: أستبعد أن الأسعار ستتغير كثيرا في المستقبل القريب "أي بقية هذا العام وبضعة أعوام بعده". ولن أدخل في تفاصيل، لأنها خارج موضوع المقال.
بالنظر إلى أنه ينبغي أن يكون القسط الشهري لتملك أو استئجار مسكن لا يزيد على ثلث الدخل. وبالنظر إلى أن متوسط الدخل الشهري للعائلات يراوح تقديرا بين 7000 و12000 ريـال. فهذا كله يعني أن فكرة الـ"تاون هاوس" تتيح لشريحة كبيرة من العائلات وبقسط ميسر تملك سكن بسعر يقارب سعر نصف سعر "فيلا" صغيرة، لكنه قريب من ميزاتها. وأرى لشاب متزوج من ذوي الدخول المتوسطة السابقة، ويرغب في تملك سكن، أن يبدأ بتملك شقة أو "تاون هاوس". وبعد سنوات، يبيعه ويتملك "فيلا". وهذا التدرج، وبتوفيق الله، يتناسب مع توسع عائلته ودخله مع الوقت.
من يصعب عليه تحمل قسط تمويل بثلث الدخل، لكنه يرغب في السكن في وحدة سكنية مستقلة وليس في شقة، فربما يفكر ببناء الطابق العلوي، وترك الطابق الأرضي كله أو بعضه عددا من السنوات حتى تتحسن الأحوال المادية.
نتمنى من وزارتي "البلديات" والإسكان وهيئة العقار، السماح بها، ووضع تنظيمات لذلك، ووضع ضوابط حفظ حقوق الأطراف، خصوصا المشترين. وفي هذا اقترح تطوير أراض بيضاء لإقامة مساكن "تاون هاوس" فيها. وينبغي أن يقلل من الاشتراطات والمتطلبات الحالية لعرض الأرض ومساحات الارتدادات، بشرط توفير مواقف سيارات. وبالمقابل، فإن توفير المواقف سيقلل الحاجة إلى الوقوف في الشارع، ومن ثم يقلل الحاجة إلى جعل الشوارع عريضة. ومحصلة هذا كله الإسهام في خفض تكاليف المساكن.
وحيث يتوقع زيادة الكثافة السكانية، مقارنة بالكثافة في حالة الفلل، فإن من المهم جدا أن تراعى هذه النقطة مسبقا، أي عند تخطيط حاجات السكان من المرافق والخدمات. وبالمناسبة، فإن زيادة الكثافة السكانية يفترض أن تخفض عادة متوسط تكلفة تأسيس وتشغيل المرافق والخدمات للفرد الواحد.
مقارنة بين "الدبلكس" والـ"تاون هاوس" في الاستفادة من الارتدادات
الشائع في السوق والمعروف لدى الناس، أن "الدبلكس" له ثلاث واجهات. وهذه النقطة تتيح للوحدة السكنية ذات الواجهتين "ما يسمى تاون هاوس" ميزة. ولتسهيل توضيح هذه الميزة، سأفترض أن مساحة أرض كل واحد 200م2 بأبعاد 20×10. وأن نسبة البناء القصوى من مساحة الأرض واحدة، سواء "للدبلكس" أو الـ"تاون هاوس"، وأن مسطح الطابق الأرضي 120م2. النتيجة أنه ستتاح الفرصة في الـ"تاون هاوس" لوجود ارتداد عرضه ستة أمتار ومساحته 60م2. بينما ستتاح الفرصة في "الدبلكس" لارتداد عرضه ثلاثة أمتار ومساحته 30م2. ومن ثم فالـ"تاون هاوس" يتيح فرصة أفضل كثيرا ليعمل في ارتداده جلسة عائلية وملاعب أطفال.