أوضح عبدالله مقحم المطيري، رئيس نادي الحزم، بعد صعود فريقه إلى النسخة المقبلة من الدوري السعودي للمحترفين، عقب احتلاله مركز الوصيف في دوري الأمير محمد بن سلمان للدرجة الأولى، أنه إنجاز تحقق بعد وقفة ومجهودات رجال خدموا الكيان بكل إخلاص، إلى جانب التخطيط السليم، وسرعة التنفيذ من قبل أعضاء شرف النادي، مبينا أن إقالة المدرب التونسي الحبيب بن رمضان، فرضتها ظروف المرحلة التي كانت تتطلب التغيير النفسي، قبل الدخول في فترة الحصاد مع خواتيم الدوري. وكشف المقحم، في حواره مع "الاقتصادية"، بأن المدرب الوطني ناصر الحربي، الذي خلف ابن رمضان، اشترط أسبوعا قبل تولي المهمة، لدراسة أوضاع الفريق عبر الفيديو، ومن ثم الاستخارة، معترفا بأن التراشق الذي حدث مع نادي الطائي، مسؤول عنه أشخاص من خارج نادي الحزم. وبين أن الدوري السعودي للمحترفين، يختلف كليا عن الدرجة الأولى، ما يتطلب كثيرا من العمل لتثبيت أقدام الحزم بين الكبار، متعهدا بأن الفريق سيدخل موسمه الجديد بحثا عن كسب النقاط فقط، منوها إلى أن أكثر ما سره هو عودة الجماهير إلى المدرجات بعد أن هجروها لأعوام عدة .. إلى تفاصيل الحوار ..
كيف مضت خططكم قبل الصعود إلى دوري الكبار؟
بدأ استعدادنا للموسم بعد يومين فقط من نهاية مباراتنا الأخيرة مع ضمك في الموسم الماضي. اجتمعت مع سلمان المالك عضو شرف النادي في الرياض، واتفقنا على الخطوط العريضة، حتى لا يأتي العمل كما الأعوام السابقة، ولأجل أن يكون دعم أعضاء الشرف مبكرا، ولكون اسم والده فهد المالك، رئيس أعضاء الشرف، ارتبط بالحزم على امتداد 45 عاما، حيث قلت له حرفيا "أبو سلمان يستحق أن يسجل باسمه إنجاز الصعود". ورحب وقال لي إن الفكرة موجودة منذ الموسم الماضي، ولكن ما المطلوب؟ قلت ثلاثة عوامل: الاستعداد المبكر، استقطاب لاعبين مؤثرين، والأهم استقطاب جهاز فني على مستوى التطلعات. ولم يمض أسبوع إلا وأغلقنا ملف الجهاز الفني واللاعبين الذين كانوا على مستوى عال، ومنهم عبدالفتاح آدم هداف الدوري لثلاثة مواسم، والسوداني سعيد مصطفى، وعلي خرمي.
ما الصعوبات التي واجهتكم؟
كانت الصعوبة في كيفية تغيير جلد الفريق الذي كان ينافس على الهبوط خلال الموسمين الماضيين، إلى جانب تبديل نظرة الجماهير التي كانت ترى بأنه مهما اجتهدت هذه الإدارة، فإن مصيرها المنافسة على البقاء فقط، وبحمد الله في نهاية دوري الأمير محمد بن سلمان للدرجة الأولى، نجحنا في تغيير الوضع نحو الأفضل.
ما المعضلات التي تواجه ملعب الحزم لاستضافة المباريات؟
ليست هناك مشاكل، بل أمور بسيطة وستتم معالجتها من قبل شركة الصيانة في النادي، كإمداد غرف اللاعبين بالمياه. أما بخصوص إعادة زراعة أرضية الملعب، فهي لا تحتاج إلى وقت عندما تعتمد الصيانة، وكذلك الشركة المنفذة. أما فيما يتعلق بالاجتماع الذي ضم مندوب من شرطة منطقة الرس، ومدير مكتب هيئة الرياضة في إدارة النادي، فقد جاء للاطلاع على جاهزية الملعب والنواقص التي يجب العمل عليها، فضلا عن النواحي الأمنية في الملعب، التي هي السبب الرئيس لزيارتهم وليس لهم دخل بالمضخة والإمداد المائي. نحن لم نتطرق لهذا، لأنه يخص شركة الصيانة وهيئة الرياضة، وفي اعتقادي بأن الأمر بسيط، ولن يصبح سببا لعدم استخدام الحزم لملعبه في الدوري السعودي للمحترفين.
تسويق بعض اللاعبين، هل تسبب في فقدان الفريق لتوازنه في الجولات الأخيرة؟
بالنسبة للهداف عبدالفتاح آدم "مواليد"، فقد وفقنا في التعاقد مع بديله الغاني عثمان باتو، بشهادة النقاد والرياضيين. أما البرازيلي دوجلاس، فمع احترامي للاعب، فإنه لم يضف أي شيء للحزم، رغم أنه كان علامة فارقة مع الجيل، فريقه في الموسم قبل الماضي، والدليل على رؤيتي أنه بعد انتقاله لم يلعب أي مباراة رسمية، وقد يكون ظهر بديلا في مباراة أو مباراتين. وعموما، ما حدث للفريق يمكن أن يواجه أي مجموعة في العالم، لكننا تضررنا من الهبوط في المستوى الذي رافق الجزء الأخير من الموسم الماضي، خاصة أن التراجع ظهر بعد ستة انتصارات، لكن لسوء الحظ وبعد فقدان الصدارة، والتراجع للوصافة، ومن ثم احتلال المرتبة الثالثة ومصيرك في يد غيرك، فضلا عن الإصابات التي داهمت بعض اللاعبين، مع ابتعاد آخرين عن مستوياتهم، مثل اللاعب سلطان النمري، وباتو أيضا الذي سجل ثلاثة أهداف في أولى مبارياته واستمر على ذات المستوى قبل أن يدخل في حالة صيام خلال آخر خمس مباريات، بصحبة زميليه إسماعيل مسلمي، وخرمي. كل ذلك كان سببا في سوء النتائج.
هل تأخرتم في إقالة المدرب التونسي الحبيب بن رمضان؟
السؤال يحتمل الإجابتين، فمن الممكن أننا تأخرنا، ليس لضعف أو سوء المدرب، ولكن القرار فرضته الحالة النفسية وما تقتضيه المرحلة من تغيير. بعد الخسارة من النجوم 4/1 كنا عازمين على التغيير. وفي كل الأحوال، فإن البديل الوطني عبدالوهاب ناصر الحربي، طلب مهلة أسبوع واحد فقط لمشاهدة مباريات الفريق عبر الفيديو، والاستخارة، قبل أن يوافق على تولي المهمة.
ما سبب توتر العلاقة مع الطائي؟
العلاقة التي تربطنا بأشقائنا في الطائي أزلية وقائمة على الاحترام والتقدير. تربطني علاقات قوية بالرئيس ناصر الحماد، ليس بيننا وبينهم إلا التنافس الشريف الذي ينقضي بنهاية الـ 90 دقيقة، وقد باركنا لهم الفوز الذي أسهم في لعبهم ملحق الصعود إلى الدوري السعودي للمحترفين. غردت في حسابي الخاص وباركت شخصيا للرئيس ومنسوبي النادي، وما حدث من إثارة حفيظة الجماهير بالتراشق والشحن قبل المباراة في أمور خارج الملعب، سببه أشخاص خارج الإدارة وليس لهم علاقة بالفريق. نحن لا نلتفت لما شهدته الفترة الماضية، فهم لا يمثلون إلا أنفسهم، فيما يلينا كإدارة لنادي الحزم نتمنى للطائي كل خير.
ما دور نواف المهدي في إدارة الحزم؟
من المكاسب التي حصدها نادي الحزم هذا الموسم خلاف الصعود وعودة الجماهير للمدرجات، في اعتقادي هو الوكيل القانوني الغني عن التعريف، نواف المهدي، فهو رجل مرحلة بحق، فبعد اجتماعي مع سلمان المالك، كلفه بالتواجد والوقوف الدائم مع الإدارة، وتذليل كافة الصعوبات، وتوفير كل ما يريده النادي. لقد ناب عن سلمان المالك بحكم انشغال الأخير بأعماله الخاصة ومهامه في نادي النصر.
هل كان يتدخل في الأمور الفنية والتعاقدات؟
لا أعتقد أن هناك نقاشا، لكن إذا كانت هناك ملاحظات من أعضاء الشرف، حينها نجتمع معه ومع المدرب في أمور قد تكون للتوضيح فقط. وبخصوص التعاقدات كاختيار، فالإجابة لا، لكن في حال أردنا التعاقد مع لاعب محلي أو أجنبي، فإننا نحدد المركز واللاعب، على أن يتولى المهدي، إكمال المفاوضات.
كيف ترى مستقبلك مع الرئاسة بعد الصعود؟
من المعلوم أن الفترة الرئاسية للإدارة الحالية تمتد لأربعة مواسم، بعد تزكيتها في الجمعية العمومية. قضيت موسما واحدا وتبقت ثلاثة من دورتي الرئاسية. لا أخفيك بأن المرحلة المقبلة جديدة لنا وستكون مختلفة تماما عن عملنا في دوري الأمير محمد بن سلمان، وللأمانة سرني ما شاهدته في تجربتي في أول موسم من التفاف بين أبناء نادي الحزم، من أعضاء شرف، محبين، وجماهير، وأكبر دليل على ذلك عودتهم إلى المدرجات بعد هجرهم لها في المواسم الماضية.
ما أسباب استقالة عساف العساف، وما هي حقيقة مزيد من الاستقالات؟
حقيقة أنا أستغرب من الحديث عن استقالة العساف. للأمانة حتى هذه اللحظة ليس هناك شيء، ولم يحدثني عنها، ومن منبر "الاقتصادية"، أشكر زملائي في الإدارة على النجاحات التي تحققت، فقد قدموا مجهودا كبيرا حتى الصعود إلى دوري الكبار، فلهم مني جزيل الشكر.
كيف ستكون علاقتكم بالنصر في ظل وجود سلمان المالك نائبا لرئيس الأصفر؟
علاقتنا بجميع الأندية واحدة، مبنية على التعاون والتنافس الشريف لما فيه مصلحة الكرة السعودية، ولكن لوجود المالك في منصب نائب رئيس نادي النصر، أعتقد أن التعاون سيكون كبيرا فيما بيننا، مثلا إذا كان هناك لاعبون لا يحتاجهم الأصفر، فمن دون شك سيضيفون كثيرا للحزم، بعد التنسيق مع إدارة ناديهم، وهذا لا يمنع أن المنافسة داخل المستطيل الأخضر ستكون قوية مع الجميع، سواء النصر، أو غيره. سنعمل لأجل الفوز وتحقيق النقاط الثلاث، لكن من المهم التذكير بأننا لن نبحث عن تحدي النصر، إذ يجب علينا أولا وضع خارطة طريق نمضي عليها أملا في تثبيت أقدامنا في الدوري السعودي للمحترفين.


