Author

خذ المعلومة من المصدر

|

تعج شبكات التواصل بكثير من المعلومات والأنباء والمستجدات التي يحاول كثيرون أن يدفعوا بها للوصول إلى تحقيق أهداف معينة. قبل أن أستمر، لا بد أن أؤكد أن أغلب ما ينتشر في وسائل التواصل من الشائعات، تأتي من أشخاص لا يهدفون سوى إلى تحقيق سبق باعتبار أنهم وصلوا قبل غيرهم لمعلومة أو خبر معين.
يجب علينا جميعا أن نحرص ألا نكون من هؤلاء. تحول الشخص إلى مطية يستغلها الآخرون في نشر أكاذيب لا يخرجه من دائرة المسؤولية، وإنما يضيف إليه ما يمكن اعتباره سوء تصرف و"بلاهة" قد لا يكون عليها في حياته العادية. إن المحاولات الجادة لإيصال معلومات مغلوطة من خلال الأشخاص الذين نثق في براءتهم وسلامة مقاصدهم هو الوسيلة الأهم التي يعتمد عليها من يريد أن يروج معلومات خطيرة أو يوجد حالة من عدم الثقة والشك والكراهية والتململ في المجتمع.
لا بد أن نذكر أننا في مرحلة تتسارع فيها عملية التغيير، وهي من أكثر الأوقات استغلالا من قبل خبراء الإفساد في تحويل مجموعات الأحداث في اتجاهات لا علاقة لها بالحقيقة، بل إنها قد تنافي الحقيقة بالكلية. هنا، تتوقف عملية قفل الطرق أمام الفكر المعادي وناشري الفتنة على العقلانية والفهم العام والتصرف السليم الذي يحمي صاحبه ويحمي المجتمع الذي يعيش فيه من تبعات الإساءة التي لم يقصدها ناقل الخبر.
ما دمت وصلت إلى هنا، فلا بد أن أعيد للذاكرة الكم الهائل من مواقع الكيد للمملكة والمجتمع السعودي عامة وأعداد المستخدمين في مختلف الشبكات الذين يتبعون أجهزة معادية تعمل على تفكيك العلاقة بين مكونات المجتمع الرسمية وغير الرسمية. هذه الأعداد الكبيرة لا تقصد الخير وإن بدت كذلك.
الفتنة التي يخاف منها الجميع وحذر منها القرآن الكريم وأحاديث الرسول ـــ صلى الله عليه وسلم ــــ هي هدف هؤلاء. هذه الفتنة لن تضر سوى أبناء هذه البلاد، سواء علموا أم لم يعلموا، ومنتهى آمال مروجيها هو تدمير الثقة ونشر الكراهية والإفساد العام الذي لا يعلم أحد إلى أين يقود.
هذه دعوة مني للجميع للحصول على المعلومات من مصادرها، وعدم نشر ما يسيء للحمة الوطن وسلامة أهله وكل مكوناته مهما بدت المعلومات مغرية، لأنها إن كانت كذلك فهي مصنوعة من قبل خبراء، ولم تكن محض صدفة.

إنشرها