Author

النقاش عبر "تويتر"

|

كان أحدهم يعبر عن استيائه مما أسماه "لغة الحوار السائدة في وسائل التواصل الاجتماعي" فقلت له: أنا على عكسك تماما، متفائل جدا، قياسا بما كنا نعانيه في سنوات مضت.
عندما بدأت الإنترنت تنتشر في العالم، كانت ظاهرة المنتديات هي السائدة، وكان الاستقواء على الآراء المخالفة كبيرا، في منتديات عربية عدة.
وحتى منصات التواصل الاجتماعي، التي ظهرت لاحقا، تحولت خلال الخريف العربي إلى أوكار يستغلها البعض لاستهداف الأصوات المخلصة، والإساءة لها، فقط لأنها ترى أن ولاءها الأول والأخير بعد الله يكون للوطن وقادته.
بينما أصحاب الحسابات السوداء، يعتبرون هذا نفاقا، وفي الوقت نفسه يسوغون لأنفسهم توزيع ولاءاتهم على هذا البلد أو تلك الجماعة، ويستمرئون استهداف الأصوات التي لا ترتضي المزايدة على الوطن وولاة الأمر.
لقد احتاج بعض الناس إلى وقت، ليكتشفوا أن الحسابات السوداء تتلاعب بهم، وتسعى إلى توجيههم باتجاهات تحيك المؤامرات لهم وللوطن.
هذا الوعي، جعل أصحاب الحسابات السوداء يعيشون عزلة، خاصة بعد تعريتهم، وكشف أن امتداداتهم ليست وطنية، وأن أهدافهم لا تسعى للمصلحة العامة، وأن كثيرا من الأسماء التي تزعم أنها تغرد من الداخل، هي في الواقع أصوات من الخارج، ينكشف ذلك تارة من خلال الموقع الجغرافي، وتارة أخرى من اللغة واللهجة المستخدمة.
هذا الجور الكبير الذي تمت ممارسته ضد الوطن ومنجزاته وأطيافه لسنوات، تمت مواجهته بتعرية من يمارسونه، من خلال مخاطبتهم باللغة التي تعودوا على استخدامها لترهيب وتخويف من يعبرون عن محبتهم للوطن وقادته.
لقد تراجعت المضامين المسمومة، وحتى من استمر في الترويج لها، لم يعد يحظى بمصداقية.
باختصار: أصبح فضاء مواقع التواصل الاجتماعي أقل حدة مع الأسوياء. أما المتجاوزون فإنه يتم التعامل معهم من قبل بعض المخلصين باللغة التي يفهمونها، ويتم صفعهم بالبضاعة اللفظية التي تعودوا استخدامها.

إنشرها