حليب الصراصير
بعد حليب الحمير يأتينا حليب الصراصير.. العالم يضج بالجوعى من الحروب والصراعات، وأطفال وشباب وشيوخ يموتون جوعا، مصادر الغذاء تقل، والحل قد يكون في أحقر مخلوقات الله "الصرصور"، الذي عندما تراه تقطب جبينك اشمئزازا، وقد تعلو الصرخات عند رؤيته، ونحن لا نعلم أنه قد يكون مصدرا لإخماد صرخات الجوع، ومنح فرصة العيش بصحة لملايين البشر!
فبلُّورة صغيرة من حليب الصراصير قد تعيد نبض الحياة لآلاف الأطفال الجوعى حول العالم، لاحتوائها على ثلاثة أضعاف كمية الطاقة الموجودة في كمية مماثلة لحليب الجاموس، وأربعة أضعاف الطاقة الموجودة في حليب البقر.
ستندهشون مع كثير من الشعور بالقرف وستتساءلون: الصراصير تبيض ولا تلد، فمن أين جاء هذا الحليب؟ وكيف سنتمكن من حلبها لو قرر الإنسان استخدامه كغذاء؟
وأزيدكم من الشعر بيتا، يقول العالم الأمريكي ليونارد تشافاز عن طعم حليب الصراصير، بعد أن تناول جرعة منه ونشر بحثا بهذا الخصوص "طعمه يشبه طعم البوظة بالعسل، مع قليل من القطع المقرمشة".. ليس هذا فقط، بل أشاد بقيمته الغذائية العالية.
نعم الصراصير تبيض، لكن العلماء اكتشفوا بمزيد من الدهشة نوعا واحدا منها فقط يعرف بـ "ديبلوبتيرا المنقط"، يحمل صغاره داخل رحم الأم بدل العيش خارجه في بيوض. وفي الرحم يتم إنتاج السائل أو "الحليب" الذي يغذي الصغار!
وبحسب الدراسة، فإنه عند تغذية صغار الصراصير من السائل الذي ينتجه رحم الأم، تتكون "كريستالات" في أمعائها، تمثل وجبة غذائية متكاملة. وأشار تشافاز إلى أن كريستالات أمهات الصراصير "تجسّد ما يحتاج إليه الإنسان من البروتين والأحماض الأمينية الأساسية والدهون والسكر". مضيفًا أن "هذه العناصر الغذائية تسهم في أن تكبر بشكل سريع، ويكون حجم هذا النوع من الصراصير أكبر من أنواع الصراصير الأخرى، ومن عجائب هذا البروتين أنه عندما يجري هضمه يطلق مزيدا من البروتينات بمعدل يكافئ ما هضم، أي أنه مصدر لا ينضب للبروتينات". وبما أن حليب الصراصير ليس بالخيار الأمثل، لذلك قرر فريق دولي من العلماء يرأسه باحثون من معهد بيولوجيا الخلايا الجذعية والطب التجديدي في الهند أن يتقصوا الجينات المسؤولة عن إنتاج بلورات بروتين الحليب، لمعرفة فيما إذا كانوا قادرين بطريقة أو بأخرى على مضاعفتها في المختبر دون الحاجه إلى الصراصير.
لكن ليس بمستغرب يوما أن تجد حليب الصراصير متوافرا في السوبر ماركت أو على شكل كبسولة في محال المكملات الغذائية، ولا ننصح به للأشخاص الذين يحاولون إنقاص أوزانهم، فهو يمنحك كمية كبيرة من الطاقة والسعرات الحرارية بشكل سريع وبسيط. يقول عنه صاحب المشروع البحثي الدكتور سابرمانيان رامازوامي "هو الغذاء الموفر للوقت"!