الشباب حين يقود العالم

 

عرف العالم عبر القرون قادة وزعماء تولوا مقاليد السلطة في سن مبكرة، لم تؤثر في التقليل من منجزاتهم فكانوا ملوكا وحكاما وقادة عسكريين وساسة عظاما!
تساوى في ذلك الشرق والغرب قبل الإسلام وبعده، ففي الغرب كان من أشهر وأعظم القادة العسكريين والفاتحين الإسكندر المقدوني الذي خلف أباه على عرش مقدونيا وهو في سن العشرين. وفي سن الثلاثين، أسس أعظم وأكبر أمبراطوريات العالم القديم، وتوفي عن 32 عاما.
كذلك، نابوليون بونابارت الذي تولى قيادة جيش إيطاليا في طريقه نحو الإمبراطورية الفرنسية وهو في سن السادسة والعشرين، وأصبح "القنصل الأول" (بعد عودته من حملته المصرية) وهو في الثلاثين، ثم إمبراطورا لفرنسا في الخامسة والثلاثين. وفي بريطانيا، تولى وليام بيت "الأصغر" رئاسة الوزراء في سن الرابعة والعشرين.
أما في التاريخين العربي والإسلامي فقد قاد أسامة بن زيد وعمره 18 سنة جيش المسلمين مع وجود كبار الصحابة رضي الله عنهم كأبي بكر وعمر ليواجه أعظم جيوش الأرض حينها. وسعد بن أبي وقاص ذو 17 عاما أول من رمى بسهم في سبيل الله وكان من الستة أصحاب الشورى وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يشير إليه قائلا: "هذا خالي فليرني كل امرئ خاله"!!
وانظر إلى الزبير بن العوام ابن 15 سنة لم يمنعه سنه من أن يكون أول من سل سيفه في سبيل الله وهو حواري النبي صلى الله عليه وسلم. وطلحة ابن الزبير بايع النبي محمد صلى الله عليه وسلم على الموت وعمره 16 عاما واتقى عنه النبل بيده حتى شلت يده فوقاه بنفسه. زيد بن ثابت كان عمره 13 سنة حين أصبح كاتب الوحي وتعلم السيريانية واليهودية في 17 يوما وأصبح ترجمان الرسول صلى الله عليه وسلم وحفظ كتاب الله وأسهم في جمع القرآن. أما عتاب بن أسيد فقد ولاه النبي صلى الله عليه وسلم على مكة المكرمة وعمره 18 عاما.
ليأتي بعدهم عصر آخر من سيادة الشباب بقوتهم وعنفوانهم ولعل أبرزهم هارون الرشيد، الذي تولى الخلافة في العشرين وحكم 21 عاما، بلغت فيها الخلافة العباسية أوجها.
وكذلك أسّس أبو العباس السفاح الخلافة العباسية وهو في الثامنة والعشرين، وأسّس المُعزّ لدين الله الفاطمي الخلافة الفاطمية وهو في الواحدة والعشرين، وقاد محمد بن القاسم الثقفي "فاتح السند" الجيش الأموي المتوجّه إلى السند وهو في الثامنة عشرة من العمر، وتوفي عن 23 عاما. أما أبو مسلم الخراساني القائد العسكري الفذّ الذي أسهم في تأسيس الدولة العباسية فقد توفي عن 35 سنة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي