النجاح بعد الـ 40

العمر لا يحسب بالساعات ولا بالأيام ولا السنين، عملك إنجازات هي التي تحدد عمرك لذلك لا تجعل الزمن عائقا بينك وبين النجاح، لا تدع السنين كحبات سبحة انفرطت من بين يديك بل اجعلها لبنات تسند بعضها بعضا ليكتمل البناء.
جملة نسمعها كثيرا "ما بقى في العمر كثر ما مضى" يتغنى بها كثيرون ممن تخطوا الـ40 أو كانوا على مشارفها فتكون كحاجز بينهم وبين العمل والنجاح.
كولونيل هارلاندساندرز عمل في عديد من الوظائف الغريبة خلال حياته، فشل في أول مطاعمه للدجاج المحمر وهو في عمر 65 عاما، ولكن ذلك لم يوقفه، واستخدم شيكات التضامن الاجتماعي الخاصة به ليبدأ سلسلة كنتاكي الشهيرة التي أصبحت منتشرة في العالم بأجمعه. بعد مرور 12 سنة كان لمطاعمه 600 فرع في أمريكا وكندا، في سن 77 عاما باع سلسلة مطاعمه بمليوني دولار، اليوم عدد الموظفين العاملين في فروع كنتاكي أكثر من 30 ألفا على امتداد أكثر من 100 دولة.
وعلى الرغم من عدم إجادتها الكتابة أمضت لاورا إنجالزوايلدر سنواتها الأخيرة في كتابة القصص التي تحررها لها ابنتها المتعلمة روز وهي قصص قريبة من السير الذاتية. نشرت أول قصة عام 1932 وعمرها 65 عاما. ثم أصبحت بعد ذلك من كلاسيكيات أدب الأطفال واقتبس منها مسلسل تلفزيوني بعنوان "بيت صغير في البراري".
أما آنا ماري روبرتسون الشهيرة بالجدة موسيس فقد كانت عاشقة للتطريز، ولكن مع تقدم العمر فقدت أصابعها مرونتها وقدراتها، لم تيأس أو تتحجج بمرضها بل بدأت في سن الـ 78 الرسم وأنتجت بغزارة، واليوم العالم يتذكرها بكونها واحدة من أعظم الفنانات الأمريكيات اللاتي اهتممن بالفولكلور، والتي رسمت أروع اللوحات التي تصور الريف الأمريكي. حتى أنه في عام 2006 بيعت إحدى لوحاتها مقابل 1,2 مليون دولار.
ونستون تشرشل الذي تم اختياره كأعظم بريطاني على مر العصور، وصنفته "التايم" الأمريكية بأكثر القادة المؤثرين في التاريخ، أحد أبرز السياسيين في القرن الـ20، رسب في اختبارات الفصل السادس الابتدائي، انهزم في كل الانتخابات التي ترشح فيها، كان يعاني التلعثم نتيجة "لثغة" في الكلام أعاقته طوال حياته العملية لدرجة أن طاقم أسنانه الصناعية صمم خصيصا لمساعدته في الخطابة بشكل سليم، أصبح رئيسا للوزراء وعمره 62 عاما، وتحت شعار "لن نستسلم أبدا" تصدى تشرشل للجيش الألماني بقيادة أدولف هتلر في الحرب العالمية الثانية التي كتب عنها في ستة مجلدات كبيرة الحجم حاز عليها نوبل في الآداب.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي