الخلاوي مع الغزال:
كان لمنيع بن سالم زوجة جميلة اسمها ميثا، ويذكر الخلاوي في شعره أن "منيع" أوصاه ألا يصيد الغزلان حتى لو كان جائعا، لأن الغزال يشبه ميثا. وتمر السنوات، وبينما الخلاوي في جوف الصحراء يكاد يهلك من الجوع، وليس عنده ما يطعمه من الزاد، إذ به يشاهد غزالا، فاحتال حتى صادها، ولم هم بذبح الغزال ورأى عينيها الجميلتين تذكر وصية صديقه القديم، فأطلق سراحها لتسيح في الصحراء حرة طليقة إكراما لمنيع بن سالم، واهتبلها شاعرنا فرصة ليبلغ ممدوحه بذلك:
يا مبلغ عني منيع بن سالم
قيدوم السبايا والجيوش القوالع
حبايلي صادت عنقا من المها
رباعية في سايلات المدامع
ثم يصف الغزال وكيفية صيده لها، واستلاله خنجره كي يذبحها، وكاد أن يذبحها لولا أنه:
وذكرت وصاة من منيع بن سالم
وغيري إلى ما جاع ينسى الودايع
حَلِية ميثا يا الصليبي خلها
ولو كان بأيام الصفاري وجايع
وخليتها لعيون ميثا عتيقة
عتيقة صليبي طويل المذارع
قلت لها روحي فلولا ابن سالم
ما كان لك من حفرة الموت مانع
موقف طريف يذكرنا بما حدث للمجنون قيس بن الملوح حين اصطاد غزالا ولما نظر في عينيها تذكر معشوقته ليلى، فأطلقها من أجل عيني ليلى، ثم قال:
أيا شبه ليلى لا تراعي فإنني
لك اليوم من بين الوحوش صديق
أقول وقد أطلقتها من وثاقها
لأنت لليلى إن شكرت طليق
أضف تعليق