«إيميل» غيّر حياته

درس عبدالمجيد السليم في مدارس الظهران الأهلية ثم التحق ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الجامعي في أمريكا. انضم إلى جامعة بنسلفانيا. كان يتردد على حساب في «تويتر» باسم (لاين توترز) التابع لموقع يعنى بتقديم ملخصات وشروح للمقررات الدراسية. لاحظ عبدالمجيد أثناء متابعته للحساب إعلانا غير مناسب من رأيه. فأرسل إيميلا إلى الرئيس التنفيذي ينتقد من خلاله الإعلان. فوجئ عبدالمجيد بعد فترة برسالة جوابية من رئيس الموقع الذي تقدر قيمته بعشرة ملايين دولار. وليس ذلك فحسب، بل دعوة للقائه في مكتبه. ذهب عبدالمجيد وهو يدرس في عامه الجامعي الأول للشركة شخصا وخرج آخر. عرض عليه رئيسها إدارة تسويق قسم الطلاب الأجانب بمكافأة لم يكن يحلم بها. نجح عبدالمجيد في وظيفته ونال تقديرا واسعا من الشركة. وفي تلك الفترة كان عبدالمجيد معجبا بالشركات التي تعمل في وادي السيلكون (مهد الشركات التقنية الكبرى في العالم ومقره كاليفورنيا) فقدم للعمل في إحدى شركاتها متسلحا بخبرته الطازجة. اعتذرت الشركة عن قبوله كونه لا توجد وظيفة شاغرة حاليا. لم يستسلم عبدالمجيد، أخبر الموظف المسؤول أنه على استعداد للعمل متطوعا في هذه الشركة كونه معجبا بأدائها. رحب به الموظف ولم تمر أيام معدودة إلا والشركة تطلب من عبدالمجيد بياناته البنكية لتحول له أول مكافأة وتعرض عليه وظيفة رسمية.
التقيت عبدالمجيد صدفة في المطار وأخبرني أن "لديه قصة ستعجبني". قال لي، "النجاح مزيج من استثمار الفرص والمجهود والتوفيق".
فعبدالمجيد يصطاد أي فرصة تمر أمامه. لا يعترف بالخوف ولا التردد. عمره 22 عاما ويعمل في إحدى شركات وادي السيلكون ولديه مشاريع هائلة تنمو في رأسه.
ولا يعني أن كل خطوات وإيميلات عبدالمجيد نجحت. واجه كثيرا من الخيبات لكن وراء كل خيبة هناك شخص يصفق له ويقول له، استمر هناك شيء أجمل في الأمام.
يا صديقي، رسالة صغيرة تبعثها قد تغيّر حياتك. لا تتردد في إرسالها. لا تجعل الخوف أو التردد أو المثبطات التي تعشش في رأسك تحرمك شرف المحاولة.
الفرص كثيرة. ابحث عنها. قد تكون بجوارك ولكنك لم تنتبه إليها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي