الأسواق عام 2017 «1»

كل عام والقراء بكل خير.
مضى عام حافل بكل مفاجآته في الأسواق العالمية، وكعادتي كل عام أقوم بتقديم ملخص لاتجاهات الأسواق من خلال التقارير التي تصدرها بيوت الاستثمار العالمية.
هذا العام سألخص للقارئ مرئيات استثمارية في عدة فئات من الأصول كل على حدة لأن مقالا واحدا لا يتسع لكم التفاصيل المستهدفة.
قبل البدء أود التذكير بثلاث نقاط:
أولا: أن عبارة التوجهات الاستثمارية لا تعني وصفة مباشرة لجميع المستثمرين ليتبعوا تفاصيلها في محافظهم وليست توصيات عابرة.
ثانيا- الإعلام أصبح مملوءا بالأخبار والتحاليل والعناوين وكلها تسبب "تشويشا" ذهنيا للمتابع. من المهم أن يعرف القارئ أن أغلب العناوين يكتب بصيغة المبالغة لاستقطاب القارئ أولا.
ثالثا- أغلب التقارير يوجه للمستثمرين الاحترافيين مثل مديري الصناديق الكبيرة والمستثمرين الكبار وبالتالي يجب ألا يتسرع المستثمر العادي ويغير موجودات أو أصول محفظته دون استشارة مدير استثمار خبير ومعتمد.
نبدأ اليوم بالتقرير الصادر عن شركة UBS السويسرية ويقدم فيها رؤية مفصلة لعام 2017 وبشكل غير نمطي.
يعتبر عام 2016 مخيبا لآمال وتوقعات أغلب المتابعين حيث فاز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية في أمريكا وصوتت بريطانيا على الخروج من الاتحاد الأوروبي وكانت هذه المفاجآت وحدها كفيلة لأن تدفع البنوك المركزية إلى إبقاء الفائدة منخفضة. للتذكير، كانت توقعات "الفيدرالي الأمريكي" عام 2014 أن تصل أسعار الفائدة اليوم إلى 3 في المائة.
ومن حسن الحظ أن توقعات الأسواق تخيب الظن في هذه الأمور: الانتخابات، الفائدة، معدلات النمو الاقتصادي. ومن هنا ينصح المستثمر (بوجه عام) بأن يتجنب تركيز استثماراته (أو الرهان على) أحداث معينة في منطقة ما أو فرص مستهدفة، والصحيح هو خفض معدل التذبذب volatility في المحفظة عن طريق التنويع والتوزيع المتوازن للأصول. أيضا ينصح المستثمر بالتحوط في العملات المتنوعة لمحفظته (اليورو، الين، الاسترليني أو غيرها) .
لا شك أن عام 2016 كان حافلا بالصدمات لكنه انتهى لمصلحة المستثمر الذي ثبت مراكزه دون هلع. فعلى سبيل المثال هبط مؤشر MSCI All-Country World Index وهو مؤشر شامل لجميع دول العالم بنسبة 13 في المائة في شهري كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير) من مخاوف هبوط احتياطي العملات الأجنبية للصين لكنه عوض خسائره في آذار (مارس).
وفي حزيران (يونيو) طالعنا خروج بريطانيا Brexit بأسوأ يوم للأسهم منذ سنوات لكن الأسواق استعادت مستوياتها القياسية خلال ثلاثة أسابيع فقط.
وفي الآونة الأخيرة بعد فوز ترمب بالانتخابات نرى الأسواق تستعيد قوتها بعد ساعات من الصدمة.
والتتمة في الأسبوع المقبل.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي