عزت .. ماذا نريد؟

التجربة الثانية للانتخابات الرياضية لاختيار رئيس لاتحاد كرة القدم توجت عادل عزت بكرسي الرئاسة بعد أن حجبت اللجنة الأولمبية أصواتها عن الجميع، وظهر سلمان المالك المرشح القوي والمنافس الأبرز للرئيس المنتخب بصوت مثالي وفكر راق يهنئ ويقدم التبريكات، ليصطف مع الجميع بأن الأهم خدمة رياضة الوطن ورفعته, صراع حضاري تم في وسط أجواء مشحونة إعلامياً فقط، بينما على الشاشة ووسط الحفل كانت المثالية ظاهرة، والتعاطي الراقي سمة للجميع, دلالات نضج التجربة واضحة، والمضي بها نحو الكمال عبر تجاوز الأخطاء والحفاظ على الإيجابيات قدمت الوسط الرياضي بأبهى حلله وأزهى صوره، فالتنافس للفرسان في ميدان مفتوح قد ينجح هذا ويسقط الآخر، لكن سرعان ما يجتمع الشمل ويعود العمل من جديد.
عادل عزت بعد التهنئة لك ولفريق عملك بما تحقق لكم من ترشيح، فهل لك أن تقرأ ما نراه من أفكار قد تخدم الوسط وكرة القدم، وتسهم في تطويرها خلال فترة الأربعة الأعوام المقبلة:
ـ العقود الاحترافية للاعبين تحتاج إلى شجاعة في تنظيمها وإعادة صياغة من جديد، فالمرحلة التي تمر بها البلاد وفق "رؤية 2030" تتماشى مع الهدر المالي في عقود اللاعبين، فهل سنرى ترتيباً جديداً يعيد شيئا من وهج اللاعب السعودي، ويلغي عنه صفة اللاعب الملياردير؟
ـ القضايا المالية والشكاوى المقامة ضد بعض الأندية في الخارج، ينبغي معالجة هذا الملف والتوجيه بوجود لجنة تتابع وتناقش مع مستشارين قانونيين لحماية الأندية من أخطائها، أو من تتابع الإدارات وضياع الأوراق، فهل سنرى وقفة قوية تجاه هذا الملف؟
ـ صوت اتحاد كرة القدم هو المنبر الذي من خلاله تظهر الحقيقة والمعلومة الصحيحة، فما مضى جهد يشكر القائمون عليه، غير أن العمل لم يكن بالشكل المُرضي، والوصول لأقصى درجات الكمال في هذا الشأن أمر حيوي يربط رئيس الاتحاد ولجانه بالرياضيين، فالمواجهة المباشرة مع وسائل الإعلام بأنواعها، والشفافية سلاح من يبحث عن العدل وينشد الحقيقة. ـ أكاديميات كرة القدم انتشرت، وباتت ظاهرة تستحق الدعم، فالمؤمل من الاتحاد الجديد وضع تنظيم لها أكثر سلاسة ومرونة في تسجيل الموهوبين منهم في كشوف هذه الأكاديميات وتأطيرها بنظام يكفل رعاية المواهب وتقديمها بالشكل الذي يخدم هذه المرحلة العمرية من العناية بالغذاء والتقوية البدنية والرعاية الفكرية لمواجهة أجواء كرة القدم بعد ذلك.
ـ التحكيم لجانه أشغلت الدنيا وأشغلت الناس، والسبب عدم وجود القيادة الحكيمة فيها منذ زمن، فهي تحتاج إلى تخطيط سليم في سن المعايير التي بموجبها يتم اختيار الحكام، ومن ثم تقديم البرامج المناسبة لتطويرهم ورعايتهم، وليس كشف أخطائهم وتوقيفهم وإحراجهم، مع ضرورة العمل على توفير المرتبات المجزية لهم، وحفظ هيبتهم من خلال الدعم المعنوي، والوقوف معهم ضد الحملات الإعلامية الموجهة لإضعاف قدرتهم على التركيز في المباريات المهمة خدمة لفريق أو نكاية بآخر.
ـ المنتخبات الوطنية في كل فئاتها السنية بدأت تتطور وتعود لنغمة التفوق والانتصار، فالمشاريع القصيرة والطويلة المدى ستكمل هذه العودة، وتصقل عودها؛ حتى تستمر ويطول مداها، فالمرجو أن يكون هناك عمل مستمر، خاصة في الفئات السنية، يسهم في نباء شخصية الرياضي المتكاملة حتى نحميهم من مزالق الشهرة والنجومية بعد حين.
ـ المشاركة مع الوزارات الأخرى والمؤسسات الأهلية في أعمال تطوعية وتطويرية للفكر، وتدشين مشاريع وأفكار جديدة في هذا الجانب قد يغير من الحراكين الرياضي والإعلامي، ويعطي فرصة لتحقيق مكاسب على المستوى الرياضي والدعم المالي من خلال تفعيل الشراكة مع هذه المؤسسات، والحصول على المواهب وصقلها من خلال التعاون المثمر مع وزارة التعليم مثلاً.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي