في تظاهرة حكومية وشعبية حاشدة احتفت الكويت بضيفها الكبير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على طريقتها الخاصة والأصيلة، بوصفها حاضنة عريقة للفن الخليجي ورواده. فكان الضيوف يتقدمهم خادم الحرمين ومستضيفه أمير البلاد الشيخ الصباح على موعد من الاحتفاء المميز مساء الأمس الجمعة في دار الأوبرا الكويتية، مع لوحات فنية متنوعة، شعرا وغناء ومسرحا. في رسالة كويتية وخليجية ملؤها الفن والحب والسلام لشعوب الأرض قاطبة. رسالة تقول للعالم بأجمعه وبلغة الفن والتسامح المشتركة التي تفهمها الإنسانية: هنا بيت واحد، ويد واحدة، شعبا وقيادة، يحبون الحياة بكل ألوانها، ولكنهم أيضا لا يهابون أعداءها.
الاحتفالية استهلت بآيات كريمة للشيخ مشاري العفاسي تلاها على الطريقة "النجدية". في لمسة ترحيبية حملت بطياتها الكثير من الود والتقدير. تبع القراءة دعوات صادقة من الطفل المنشد البراء قتيبة الخالدي بصوت رخيم أضفى على الكلمات المنتقاة عذوبة وصفاء. ثم عرض مصور يحكي شيئا من سيرة البلدين وقياداتهما. المتميزة بتعاضدها وتكاتفها على مر العصور، وصولا للقيادتين الحكيمتين حاضرا.
كما لم يخل الحفل من لوحة عسكرية أظهرت بقوتها وعنفوانها في الكلمات والأداء العزم الواحد للبيت الخليجي المتحد تجاه كل ما قد يهدد أو يمس أمن هذه البلاد من شرور. أعقبها لوحة فنية استعرضت جانبا من الفنون الموسيقية السعودية والكويتية المترابطة والمستمدة من أصالة تنوع البلدين وثرائهما على المستويين الاجتماعي والجغرافي.
ولأن المسرح أبو الفنون وعصبها النابض بالجرأة في الطرح والمصداقية في النقد فقد كان له نصيب من هذا الوهج الفني الخليجي، مذكرا بعقود من روائع الأعمال الشهيرة عبر الإنتاج البرامجي الخليجي المشترك. لوحة مميزة لأسماء مهمة بدءا بالفنانة القديرة سعاد العبدالله والفنان إبراهيم الصلال، إضافة إلى الفنانين السعوديين ناصر القصبي وحبيب الحبيب. العمل لامس بكلماته قلوب أهل الخليج، كما يلامس كل يوم قلوب وعقول قادته الساعين باستمرار عبر قممهم واجتماعاتها الدورية لوحدة تختصر المسافات الجغرافية والاقتصادية والسياسية.
أما الختام فكان من نصيب صوتي الفنانين محمد عبده وعبدالله الرويشد. اللذين يحملان في نغمهما، كما في ارتقاء صوتهما وسكونه، "جواب" بحر الخليج و"قرار" صحرائه. ليقدما لوحة فنية جميلة ومعبرة تحية للقائدين ولشعوب تتآخى وتؤثر بعضها بعضا في الحروب والشدائد كما في الأمن والسلم.
