مشروعات عملاقة تؤسس لـ «أرامكو» المستقبل
دشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أمس، عددا من المشروعات النفطية العملاقة لشركة أرامكو السعودية، ومركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي في الظهران، بقيمة إجمالية للمشروعات النفطية الجديدة نحو 160 مليار ريال، ومجموع طاقتها الإنتاجية نحو ثلاثة ملايين برميل مكافئ من النفط الخام والغاز يومياً.
#2#
ولدى وصول خادم الحرمين الشريفين مركز تخطيط وتنظيم توريد الزيت في أرامكو السعودية في الظهران، كان في استقباله الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، والأمير فيصل بن تركي بن عبدالعزيز المستشار في وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، والمهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، والمهندس أمين بن حسن الناصر رئيس شركة أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين.
#3#
وتوجه الملك، عقب الاستقبال، إلى مركز تنسيق العمليات في أرامكو، حيث ألقى المهندس أمين الناصر رئيس شركة أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين كلمة أعرب فيها باسمه ونيابة عن جميع موظفي وموظفات أرامكو عن ترحيبه بخادم الحرمين الشريفين في المقر الرئيس للشركة في مدينة الظهران لتدشين مجموعة من المشاريع البترولية، لافتا إلى أن 80 عاماً تفصل عن أول زيارة قام بها الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود،طيب الله ثراه ، لأرامكو لتدشين أول شحنة للنفط الخام.
#4#
وقال :"إن البدايات كانت متواضعة ولكنها طموحة، حيث استمرت الشركة في النمو على مدى السنوات الماضية بتوجيهات حكيمة من ملوك المملكة، بدءاً من الملك سعود، ثم الملك فيصل، ثم الملك خالد، ثم الملك فهد، ثم الملك عبدالله، - رحمهم الله جميعا -، حيث ترك كل منهم بصمة واضحة في نمو أعمالها ، حتى أصبحت الآن، في عهدكم الزاهر، العملاق العالمي الأكبر في صناعة الطاقة كما أصبحت الشركة، معياراً عالمياً، ليس فقط في الحجم، بل في الكفاءة، والجودة، والموثوقية، والتطور التقني والابتكار".
#5#
وأكد أن أرامكو السعودية تسعى للنمو والتنمية باستمرار، في خدمة الوطن، عبر العمل المتفاني والإنتاجية العالية لنحو 66 ألفا من منسوبيها، ويشكل الشباب منهم أكثر من 50 في المائة، حيث يبنون أرامكو المستقبل، مضيفا:"ولا أدل على تميز أرامكو السعودية اليوم من هذا المركز المتطور، الذي ندشن من خلاله المشاريع العملاقة الجديدة ، فمركز تنسيق العمليات هو مركز التحكم الرئيس لأعمال الشركة، وليس له مثيل في العالم، لافتاً إلى أن المركز يتحكم في إنتاج 15 مليون برميل مكافئ من النفط الخام والغاز، من خلال شبكة متكاملة من المرافق في البر والبحر وفي جميع مناطق المملكة.
ثم استمع خادم الحرمين الشريفين إلى شرح عن مركز تخطيط وتنظيم توريد الزيت.
وشاهد خادم الحرمين الشريفين، عرضاً مرئياً عن تاريخ أرامكو السعودية، وعقب ذلك تشرفت مجموعة من الشباب السعوديين بتقديم الحجر الكريستالي الذي يرمز لكل مشروع من المشروعات الجديدة.
#6#
ثم تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، برفع ذراع التحكم، لتتدفق الطاقة من معامل الوطن إيذانا بتدشينها حيث تبلغ قيمة المشروعات الإجمالية نحو 160 مليار ريال، ومجموع طاقتها الإنتاجية نحو ثلاثة ملايين برميل مكافئ من النفط الخام والغاز يومياً.
وقد تواصل الملك عبر الاتصال المرئي المباشر مع مجموعة من الشباب السعودي، في كل من مشروعات منيفة، والغاز في واسط، وخريص، وإنتاج الزيت في الشيبة، ومعامل سوائل الغاز في الشيبة، مباركا جهودهم ومتمنياً لهم التوفيق والنجاح.
عقب ذلك توجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى مقر مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي في الظهران.
#7#
وفور وصول خادم الحرمين الشريفين، كان في استقباله الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ثم عزف السلام الملكي.
بعد ذلك اطلع على مجموعة الصور التاريخية للملك عبدالعزيز رحمه الله ، وعلى مجسم لمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي واستمع لشرح عنه، حيث يشكل المركز صرحًا هندسيًا ومعرفيًا أقيم في موقع تاريخي مهم للمملكة، وهو موقع اكتشاف البترول للمرة الأولى، ويتضمن المركز الذي صمم على هيئة صخور مستوحاة من صخور الظهران التي تحتضن البترول، على خمس صخور تمثل كل صخرة منها منشأة ثقافية، ستسهم في استقطاب أكثر من مليوني زائر سنوياً.
#8#
بعد ذلك، دشن خادم الحرمين الشريفين معرض روائع آثار المملكة وطرق التجارة في شبه الجزيرة العربية، التابع للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، حيث استمع لشرح من الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، عن المعرض الذي يحكي تاريخ التجارة في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام وبعده، ويستعرض طرق البخور ودروب الحج في عهود متتالية، وفي مراحل الدولة السعودية الأولى والثانية إضافة إلى مجموعة لمقتنيات الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله.
ثم تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بافتتاح معرض "طرق التجارة في الجزيرة العربية - روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور" المقام في مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي، واستمع لشرح من الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني عن المعرض الذي يقام في المملكة بعد محطاته السابقة في أربعة متاحف أوروبية، وخمسة متاحف أمريكية، استقبل خلالها أكثر من ثلاثة ملايين زائر.
وبعد أن اطلع الملك على نماذج من قطع المعرض، أذن بانطلاق المعرض إلى جولته الآسيوية التي تبدأ من بكين في 20 ديسمبر الحالي، ثم كوريا فاليابان.
وبعد أن أخذ الملك مكانه في المنصة الرئيسية بدئ الحفل المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم. ثم شاهد خادم الحرمين الشريفين عرضا مرئيا عن مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي في الظهران.
إثر ذلك ألقى المهندس خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية كلمة قال فيها : "إن التاريخ يعيد نفسه بأجل وأبهى صوره ، حيث نستعيد بحضوركم الميمون ياخادم الحرمين الشريفين ، الذكرى التاريخية العطرة لزيارة والدكم المؤسس ، جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ـ طيب اللهُ ثراه ـ قبل ما يقارب 80 عاماً ، والذي أبى إلا أن يشارك أبناءه في المنطقة الشرقية أفراحهم وابتهاجهم ، فتحمل مشقة السفر ، وقدم ليدير بيده الكريمة - رحمه الله -، الصمام الذي جرى منه النفط السعودي إلى الأسواق العالمية لأول مرة ، وذلك بعد عام واحد فقط من تدفق النفط بكميات تجارية من بئر الدمام السابعة ، التي أطلق عليها خادم الحرمين الشريفين ؛ الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ اسم " بئر الخير ".
ونوه الفالح بأن الثروة الاقتصادية التي واكبت تدفق النفط كانت عنصرا جوهريا في نقل المملكة إلى دولة رمز للتنمية والتقدم ؛ دولة صاغت حضورها وتأثيرها بجدارة على الساحة الدولية.
وقال:"إنكم يا خادمَ الحرمين الشريفين، تسيرون على خطى الملك المؤسس، وتباركون تدشين مركز الملك عبدالعزيز الحضاري ببنائه الباهر، الذي يمثل رمزية تاريخية بتتويجه باسم الملك العظيم، و رمزية مستقبلية تتجسد بإطلالته على بئر الخير، حيث سيكون بعون الله ينبوعاً يجري على يدكم الكريمة لثروة أكثر استدامة وأعظم أثراً ؛ ألا وهي الثروة البشرية والمعرفية".
وأكد الفالح أن أجيال المستقبل ستتذكر، هذا اليوم الجليل الذي يغرس فيه الملك بيده الكريمة ، شجرة طيبة من أشجار العلم والثقافة الباسقة، التي سيقطف ثمارها ، بإذن الله، أجيال من المواطنين بمختلف أعمارهم، بل ومن شعوب العالم كافة.
وأضاف: " لقد تفضلتم يا خادم الحرمين الشريفين، بتدشين عدد من المشروعات النفطية العملاقة الجديدة، كما دشنتم قبلها مشروعات استراتيجية في جميع أنحاء المنطقة الشرقية، وكل هذه المشروعات، تصب في صالح ومنفعة أبناء هذه البلاد المباركة، في تجسيد مشرق لأحد أهم جوانب رؤيتكم الطموحة 2030، فأنتم يا خادم الحرمين الشريفين، القائل بمناسبة إطلاق هذه الرؤية الحصيفة المباركة "هدفي الأول أن تكون بلادنا نموذجاً ناجحاً ورائداً في العالم على كافة الأصعدة، و سأعمل معكم على تحقيق ذلك".
وعد الفالح رؤية خادم الحرمين الشريفين المباركة تأكيد لريادة المملكة في العلوم والثقافة والبحث العلمي ، لتحقيق قفزة تنموية معرفية كبرى؛ محورها المواطن السعودي المبدع، الذي يتواصل مع الثقافات الأخرى بمسؤولية ووعي وإيجابية، متمسكاً بعقيدته السمحة ومعتزا بهويته، مشيراً إلى أنه لن يكون الدور الريادي والتنموي لهذا المركز مقصوراً على المنطقة الشرقية التي تفخر باحتضانه، وإنما ستمتد برامجه الطموحة إلى جميع أنحاء المملكة.
وأضاف: "إن أنظارنا جميعاً تتجه إلى مناطق المملكة على الحد الجنوبي، لنقف مع أهلنا الذين يضربون أروع الأمثلة في الصمود، ومع رجال الوطن الأبطال الذين يذودون عن حياضه، ونسعد بحضور عدد منهم هذه المناسبة الوطنية".
وقال " بهذه المناسبة، يشرف أرامكو السعودية يا خادم الحرمين الشريفين، أن تعلن بكل الفخر، عن أن أول مبادرة ستنطلق من مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، بعد تفضلكم، بتدشينه ستكون إقامة برامج للتنمية المعرفية في مناطق الحد الجنوبي، يستفيد منها أبناؤنا وبناتنا الأعزاء في تلك الأجزاء الغالية على قلوبنا".
إثر ذلك دشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، حيث قدمت طفلتان حجر الإبداع للملك ووضعه في مجسم المركز. ثم تسلم خادم الحرمين الشريفين هدية تذكارية عبارة عن مجسم لمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي قدمها المهندس خالد الفالح.
وفي ختام الحفل عزف السلام الملكي، ثم غادر خادم الحرمين الشريفين مودعا بمثل ما استقبل به من حفاوة وترحيب.
حضر حفل تدشين المشروعات، الأمير منصور بن سعود بن عبدالعزيز، والأمير طلال بن سعود بن عبدالعزيز، والأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع، والأمير فهد بن عبدالله بن مساعد، والأمير تركي بن عبدالله بن محمد مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير سطام بن سعود بن عبدالعزيز، والأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبدالعزيز، والأمير مشعل بن بدر بن سعود بن عبدالعزيز وكيل الحرس الوطني للقطاع الشرقي، والأمير تركي بن بندر بن عبدالعزيز، والأمير فيصل بن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز المستشار في الديوان الملكي، والأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز المستشار في الديوان الملكي، والأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز مستشار وزير الداخلية، والأمير سلطان بن تركي بن عبدالله ، والأمير سعد بن تركي بن فهد، والأمير طلال بن عبدالعزيز بن بندر بن عبدالعزيز، والأمير محمد بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز، والأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز، والأمير سعود بن سلمان بن عبدالعزيز، وعدد من الأمراء والوزراء وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين.