رفع مستوى الجودة .. في حياتنا
لا بد أن نعترف بأن مستوى الجودة في مختلف مناحي حياتنا يحتاج إلى إعادة نظر.. فلقد جنت علينا الطفرة المالية الأولى ثم الطفرة الثانية حتى أصبحنا لا ندقق فيما نشتري من مأكل أو ملبس أو سلع أخرى.. وصار المعيار الوحيد عندنا للجودة هو السعر المرتفع ما جعل بعض ضعاف النفوس يستغل هذا الجانب ويرفع أسعار السلع لتبدو وكأنها عالية الجودة.. وامتلأت أسواقنا بالبضائع الرديئة التي حينما وجهت اللوم حولها لملحق تجاري سابق في سفارة دولة تصدر لنا معظم البضائع قال، (أسأل بعض التجار لديكم، فهم الذين يطلبون أقل البضائع جودة وسعرا ليكون هامش الربح كبيرا جدا.. وإلا فنحن نصدر أجود البضائع إلى أمريكا وغيرها من الدول التي تطلب وتشترط ذلك علينا)، وليت تدني الجودة اقتصر على السلع مع أن بعضها كالأدوات الكهربائية يحمل خطورة إذا كان مقلدا ورديئا، بل تعدى الأمر إلى المأكولات، حيث انتشرت الأمراض والسمنة مع تعدد مسميات مطاعم الوجبات السريعة وغيرها من المطاعم التي تهتم بالكم وتهمل الحرص على النوعية ومستوى النظافة فيها.. وإن تحدثنا عن الخدمات الطبية وجدنا أن الجودة في بعض مراكزها الحكومية والأهلية عليها كثير من علامات الاستفهام.. ونسحب الحديث على بعض المؤسسات التعليمية التي تخرّج أنصاف المتعلمين، فالمهم هو نسبة النجاح لديها وليس مستوى المخرجات من الطلاب والطالبات.
وبعد هذه المقدمة المحبطة بعض الشيء دعونا نتعرف على ما لدينا من محاولات لإيجاد الأجهزة التي من شأنها مراقبة الجودة في المجتمع وعلى رأسها الجمعية السعودية للجودة وهي جمعية مهنية أهلية ذات شخصية اعتبارية تعمل تحت إشراف وزارة التجارة والصناعة، التي أصبحت الآن وزارة التجارة والاستثمار.. ومع أن هذه الجمعية قد تأسست عام 1432هـ فلم نسمع لها صوتا أو نشاطا لتحقق أهدافها التي من أهمها تحسين جودة الخدمات والمنتجات والمعلومات وتطويرها ونشر ثقافة الجودة ومفاهيمها والحث على تطبيقها في القطاعات كافة.. وهناك أيضا (المجلس السعودي للجودة) وهو منظمة مهنية برعاية الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، ولذا فهو معني بنشر ثقافة الجودة وتطبيقاتها في قطاعات المجتمع كافة.. ويقول المجلس، إن أهم إنجازاته المساهمة في انطلاقة جائزة الملك عبدالعزيز الوطنية للجودة وفي الجانب الصحي هناك الجمعية العلمية السعودية لجودة الأداء وإدارة المخاطر في المنشآت الصحية وقد تأسس عام 1431هـ ولم نسمع كثيرا عن منجزات هذه الجمعية التي يفترض أن تعنى بتطوير مفاهيم وأساليب جودة الأداء في المؤسسات الصحية، كما تسعى الجمعية إلى تحقيق أعلى المعايير المهنية في مجال جودة الأداء وإدارة المخاطر الصحية.
وأخيرا، ما أجمل أهداف هذه الجمعيات والمجالس كما ورد في أنظمتها ولوائحها ولكن المهم هو الأثر الفعلي لوجودها.. فثقافة الحرص على الجودة ما زالت غير شائعة في مجتمعنا وعلينا كأفراد أن نحرص على نشر ثقافة الجودة في منازلنا وأعمالنا وأن نطبقها عمليا وأن نطالب بها دائما ولا نقبل بديلا عنها ما دمنا ندفع أعلى الأسعار في أسواقنا وفي مستشفياتنا ومدارسنا.. وأماكن السياحة في بلادنا.