«عندما يصبح الفن حرية».. مبادرة لاستعادة حضور الفن السريالي في مصر

«عندما يصبح الفن حرية».. مبادرة لاستعادة حضور الفن السريالي في مصر
تعني كلمة السريالية في اللغة "فوق الواقع".
«عندما يصبح الفن حرية».. مبادرة لاستعادة حضور الفن السريالي في مصر
جانب من أعمال الفنان السريالي الروسي فلاديمير كوش.

يقام حاليا في القاهرة المعرض العالمي للسرياليين المصريين، في مبادرة تستعيد حضور الجماعة السريالية المصرية باعتبارها الأهم خارج الحركة السريالية في الغرب، والتي ضمت أسماء مثل الشعراء الفرنسيين أندريه بريتون ولويس أراجون وبول إيلوار والفنان الأمريكي مان راي.

واختار المعرض عنوان "عندما يصبح الفن حرية.. السرياليون المصريون 1938 - 1965" ويستمر حتى الـ29 من تشرين الأول (أكتوبر) الحالي، ويضم لوحات لأشهر الفنانين جنبا إلى جنب مع عديد من الوثائق التاريخية حول الحركة الفنية السريالية في مصر التي أثارت اهتمام الغرب الثقافي بإبداعات رواد مثل جورج حنين وأنور كامل ورمسيس يونان.

#2#

ومع أن تجربة الحركة السريالية المصرية التي جسدتها جماعات ثقافية أهمها "جماعة الفن والحرية" و"جماعة الفن المعاصر" كانت قصيرة الأمد بالقياس الزمني العادي، إلا أنها تركت بصمات باقية في إبداعات الفنانين المنتمين لتيارات الحداثة.

ويرتبط ميلاد الحركة السريالية عام 1924 في باريس بالبيان الذي أصدره الشاعر الفرنسي أندريه بريتون (1896 - 1966) المتأثر كدارس للطب النفسي بأفكار الطبيب النمساوي سيجموند فرويد في التحليل النفسي، وباتت تلك الحركة مرادفا للسخرية والتمرد ورفض سطوة التقاليد والتيارات الثقافية والاتجاهات الفنية السابقة.

وارتبط بريتون بصداقة وثيقة مع المبدع المصري جورج حنين (1914 - 1973) ووصف بأنه أهم "مُنظر للسريالية في مصر" بينما كان يكتب الشعر بالفرنسية وأسس "جماعة الفن والحرية" عام 1937 كما أصدر البيان المؤسس للسريالية المصرية أواخر عام 1938.

ومن أهم ما في المعرض إلى جانب لوحاته الفنية، وثائق تضيء حقبة مهمة في تاريخ الفن المصري وتكشف النقاب عن تفاصيل مهمة في قصة ومسيرة الجماعة السريالية المصرية التي أمست جزءا عزيزا من ذاكرة التاريخ الثقافي المصري وتيارات الحداثة.

ويتشكل أغلب تراث الحركة السريالية المصرية من لوحات وقصائد وكتابات نثرية وصور فوتوغرافية تتوزع ما بين مصر وأوروبا، بينما آلت مكتبة رائد السريالية المصرية جورج حنين إلى المركز الثقافي الفرنسي في منطقة المنيرة.

وبالتزامن مع المعرض الحالي، أصدرت مؤسسة الشارقة للفنون في الإمارات مجلدين حول حركة السريالية المصرية يتضمنان عديدا من الوثائق والبيانات والصور الفوتوغرافية والقصائد والمواد الأرشيفية والمقالات والمراجعات النقدية.

يذكر أن كلمة السريالية ( بالفرنسية: Surréalisme ) أو الفواقعية ، أما باللغة العربية فإنها تعني " فوق الواقع " ، وهي عبارة عن مذهب حديث فرنسي في الفن و الأدب يهدف في الأساس إلى التعبير عن ما بداخل العقل الباطن بصورة يعرفها و يعتادها النظام والمنطق و بالتالي هي آلية أو تلقائية تعبر عن ما يدور في العقل الباطن.

واعتمد السرياليون في أغلبية رسوماتهم على الأشياء الواقعية فقاموا باستخدام الرموز للتعبير عن أحلامهم وبالتالي استخدام الأشكال الطبيعية إلى ما فوق الواقع الذي نراه لذا يظهر الفن السيريالي بهذا الشكل الرائع الذي يفوق كل الخيال، وقد حققت السريالية شهرة ورواجا كبيرا بلغ ذروته في الفترة 1924-1929.

وكان آخر المعارض في باريس سنة 1947، ومن أشهر من قاموا بالفن السيريالي الفنان الإسباني المعروف سلفادور داليو ذلك بالفترة (1904-1989) ومن اشهر أعماله الفنية ” الخلوة ” ، ” تداعي الذاكرة ” ، ” الآثار ” و ” البناء ” .

ومن أشهر المدارس الخاصة بالفن السيريالي المدرسة السيريالية الفنية التي توجد في فرنسا، والتي زاد ازدهارها في العقدين الثاني والثالث من القرن العشرين، التي كانت تتميز على وجه الخصوص بالتركيز على كل غريب ومتناقض و لا شعوري، وكانت السيريالية تهدف دائما إلى البعد عن الحقيقة وإطلاق كل التصورات الخيالية و الأفكارالمكبوتة.

و كثيرا ما نجد أن فناني السيريالية اعتمدوا بشكل كبير على نظريات فرويد الذي يعتبر من رواد التحليل النفسي.

الأكثر قراءة