حائل: سوق القشلة الأثرية .. عراقة نصف قرن تتحول إلى ملتقى للعمالة الوافدة

حائل: سوق القشلة الأثرية .. عراقة نصف قرن تتحول إلى ملتقى للعمالة الوافدة
تقع السوق في قلب مدينة حائل.
حائل: سوق القشلة الأثرية .. عراقة نصف قرن تتحول إلى ملتقى للعمالة الوافدة
تتوافد العمالة إلى السوق بعد صلاة كل جمعة إلى الساعةالـ 11 ليلا.تصوير: نايف السلحوب -"الاقتصادية"

من عراقة تاريخية يمتد عمرها إلى نحو نصف قرن، حيث المحتويات الأثرية، والمحال العتيقة، إلى ملتقى للعمالة الوافدة، هكذا تحولت سوق "القشلة" القديمة، الواقعة في قلب مدينة حائل بجوار قصر القشلة الأثري.

نشأت السوق على أيدي سكان البادية قبل أكثر من 50 عاما، حيث كانت توفر جميع احتياجات البادية من المواد الغذائية المتنوعة، من الأقط والسمن وبيوت الشعر والسياج الحديدي الخاص بالمواشي، ويلتقي فيها التجار للتبادل الاقتصادي، إلا أنه خلال السنوات العشر الأخيرة تحولت إلى مهرجان تسوق للعمالة الوافدة، بعد أن انتشرت فيها المحال التجارية الخاصة ببيع جميع احتياجات ومستلزمات العمالة، إذ أصبحت ملتقى أسبوعيا لهم، يتوافدون إليها من بعد صلاة كل جمعة إلى الساعة 11 ليلاً للتسوق والالتقاء بالأصدقاء، حتى صارت السوق المتنفس الأول للعمالة في حائل.

وأوضح لـ "الاقتصادية" محمد الحربي أحد ملاك المحال التجارية في السوق، أن تسمية السوق بذلك الاسم جاءت بسبب مجاورتها لقصر القشلة الأثري أحد أبرز المعالم الأثرية في المنطقة، مشيرا إلى أنها كانت مقراً لتجمع سكان البادية وتبادل تجاراتهم والتزود مما تحويه بعض المحال الطينية الصغيرة من مواد غذائية وغيرها.
#2#
وأشار إلى أنه مع بدء توافد العمالة الأجنبية إلى مدينة حائل، قرر أحد سكان المنطقة، فتح محل تجاري يحتوي على جميع احتياجات العمال، التي كانت نادرة الوجود حينها، ما جذب العمال بشكل مستمر إلى السوق، لتكثر بعد ذلك المحال التجارية الخاصة، وتتحول السوق من سوق للبادية إلى سوق للعمال.

من جهته، قال عمر سليمان أحد الباعة من جنسية عربية، "إن السوق عرفت قديما بسوق البادية لما تحتضنه من احتياجات تخص أهلها، قبل أن يقل عددهم بسبب استيطان المدنية، لتتحول السوق مع الوقت إلى سوق للعمالة"، موضحا أن السوق تضم الآن سلعاً متنوعة بأسعار رخيصة الثمن في متناول يد الجميع، كثير منها يخص العمالة الوافدة، ما يجعل الإقبال عليها متزايدا، حيث تبضع العمالة من الهدايا قبل سفرهم.

بدوره، أكد محمد إسحاق أحد - عامل هندي -، أن السوق لم تعد مكانا للتبضع فقط، بل أصبحت متنفسا له وملتقى يتلقي فيه الأصدقاء من الوافدين من مختلف قرى ومدن المنطقة كل يوم جمعة من كل أسبوع، مشيرا إلى وجود حديقة في السوق يعدها العمال مقرا لاجتماعهم.

من جانبه، بين عيد الرشيدي، أن السوق تضم أكثر من 700 محل تجاري يباع فيها جميع ما يعنى بالعمالة من المواد الاستهلاكية والإلكترونيات والملابس الجاهزة والخضار والفواكه، ومحال الخياطة الخاصة بالملابس الأجنبية وكذلك المطاعم الأجنبية وغيرها من احتياجات العمالة الوافدة، لافتا إلى أن احتياجات البادية انقرضت نوعاً ما بسبب قلة الإقبال عليها، وحمل اسم السوق سوق العمال بدلا عن سوق البادية قديماً.

الأكثر قراءة