هديتك للوطن .. أن تقرأ تاريخه المجيد

مناسبة اليوم الوطني التي مرت منذ يومين يجب ألا تكون فقط للعطلة والسهر والنوم .. وعلينا أن نشغلها في كل عام بتذكر عظمة وطننا وتاريخه وحضارته .. ثم نسأل أنفسنا .. ونسأل الأبناء والبنات في البيوت وفي المدارس .. ماذا يعني لك اليوم الوطني وما الهدية التي ستقدمها لوطنك بهذه المناسبة؟!
طبعا الوطن لا يريد مالا ولا ذهبا أو فضة .. وإنما يريد ما هو أغلى من ذلك يريد أن تكون مواطنا صالحا مخلصا سواء إن كنت بسلاحك تذود عن حياضه أو تحفظ أمنه .. أو موظفا تقدم خدمة أو مدرسا تعلم الأجيال أو رجل أعمال تبيع وتشتري بلا غش أو جشع .. والوطن يريد هديته منك إن كنت كاتبا أو إعلاميا أو مغردا أن تراقب الله في كل ما تقول أو تكتب فلا تطلق الأوصاف والألقاب على الآخرين وتزد الفرقة والاختلاف بين أطياف المجتمع ويستغل ذلك الأعداء ضد وطنك .. وهدية الوطن من أي مواطن أن يكون راضيا عن نفسه أولا فالرضا عن النفس يجعلك منتجا وإيجابيا في كل الأمور. وهنا أرشد القارئ الكريم إلى مصادر الرضا وهي أولا في القرآن والسنة .. ثم في الأدب العربي وهناك صيدلية للشاعر إيليا أبو ماضي فيها كثير من الدواء لمن يشتكي وما به داء .. ولكل عين
(ترى الشوك في الورود وتعمى ..
أن ترى فوقه الندى إكليلا)
إلى آخر القصيدة.
وبعيدا عن الشعر والشعراء أقول إن "هديتك للوطن" أن تقرأ تاريخه المجيد، وهنا أحيل القارئ إلى كتاب قيم ألفه الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالرحمن بعنوان "السعودية .. الموروث والمستقبل .. التغيير الذي يعزز البقاء"، تقول مقدمة الكتاب إنه يتطرق إلى مستقبل البلاد بعد المرور بماضيها .. ويقول المؤلف "إن الكتاب يحكي ما انتهى إلينا من الأسلاف ويسعى إلى إبرازه وتمحيصه وإعادته إلى الذاكرة وتكييفه لمستقبلنا والبناء عليه، وفي آن واحد يتعرض للدور الذي أداه الموروث في حياة الأمة والناس في مراحل الدولة السعودية الثلاث وحتى يومنا هذا" .. ويتطرق الكتاب إلى جوانب مهمة يجدر بنا الوقوف عندها ومعها بمناسبة اليوم الوطني .. وفي ختام الكتاب ستجد (كيف استطاع السعوديون منذ القرن الـ18 الميلادي تحويل الصعوبات والتحديات إلى وحدة كبيرة استطاعت أن تصمد أمام خصومها وتتخطاهم) ولهذا أقول إن من الهدايا التي سيفرح بها الوطن أن نقرأ هذا الكتاب والكتب المماثلة لنكون في اليوم الوطني القادم أكثر فهما لموروث بلادنا العميق وحضارته الضاربة عبر السنين والتحديات التي تواجهه ولنكون أكثر استعدادا للتغلب عليها.
وأخيرا: إن أجمل هدية تقدمها للوطن بمناسبة اليوم الوطني أن تكون مواطنا إيجابيا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى .. وكل عام والوطن ومن يخلص لهذا الوطن في أي موقع كان بألف خير.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي