الحزم وشركات الصيانة

أحوال العاملين في شركات الصيانة ملف ذو شجون وثقله يكاد يكسر كاهل المنشآت والأندية، فلا تطوير في الخدمات ولا إنجاز في العمل، والتقصير يكاد ينهش ما تبقى من كيانها القائم ما يهدد بتلاشي الصورة المثالية التي كان الخيال يرسمها منذ سمعنا عن البدء بمشروع الارتقاء ببيئة الملاعب وتحسينها غير أن البيروقراطية، ومتاهات المكاتب ألقت بوتيرتها البطيئة، التي تكاد تشعرك بأنه لا عمل، ما أسكت صوت المناداة بفعل اليأس القاتل لكل حياة تنادي بتغيير واقع هذه الشركات غير المرضي عنه.
فمن يعلق الجرس ويقول أنا لها فالمعاناة بدأت هذا الموسم مبكرا فالجماهير التي حضرت مباراة المنتخب مع تايلاند في التصفيات الآسيوية اشتكت وأبدت استياءها من قلة المياه وعدم الاهتمام بنظافة المرافق في مباراة أقيمت بملعب من أجمل وأفضل ملاعبنا الرياضية بمشاركة الملعب الجوهرة في جدة فكيف طالت يد النقص بيئته ولم تعد مثالية في تلك المواجهة ومن سمح بأن يعاني قرابة أربعين ألفا قدموا حبا وكرامة لشعار الوطن يؤازرون ويشجعون فقتل هذه الروح بضعف ما يقدم لهم لا يخدم الحضور الجماهيري في مقبل الأيام.
وفي مكان آخر يظهر صوت أقوى للشكوى فعمال شركة الصيانة بنادي الحزم أمضوا شهرهم الرابع دون أن يتسلموا مرتباتهم التي هي حق مكتسب لهم ما جعلهم يضربون عن العمل ويقاطعون الحضور للنادي فكيف يسير العمل دون أحد أركانه وكيف تتصرف إدارة النادي وسط مسابقات الموسم التي تخوضها فرق النادي، والأهم الجانب الإنساني في بقاء هؤلاء من غير أجورهم وديننا الحنيف حث على سرعة إعطاء صاحب الحق حقه وعدم خذلانه بتركه يستجدي حقه المكتسب فهذا ظلم وقلة في المروءة.
وإذا تجاوزنا هذا الإشكال والمعضلة فالحقيقة التي يذكرها مسيرو النادي أنهم في معاناة كبيرة مع شركة الصيانة من قبل حادثة الإضراب فهم يشتكون من قصور في الأيدي الفنية التي يستوجب وجودها في موقع العمل لصيانة وإصلاح عدد من الآلات التي لا يقوم العمل إلا بها ومن هذا كشافات الملعب الرديف تالفة ولم تقم الشركة بالواجب المنوط بها من إصلاحها وإعادتها للعمل من جديد، كما أن أرضية المعلب ستتلف بسبب عدم قيام المسؤول عن ري العشب بالمياه بعمله خلال هذه الفترة، فأين دور الهيئة العامة للرياضة من الحفاظ على هذه المنشآت من التآكل بسبب ضعف الصيانة وعلى سلامة العمل من قلة الأيدي الفنية الماهرة والقادرة، فالهيئة تضع مشرفا من قبلها في كل موقع، فهل كتب التقارير المناسبة التي تصور الأمر كما هو؟ وهل وصل صوت الحقيقة لرئيس الهيئة العامة أم أن الأدراج حجبت شمسها عنه؟ هذا لسان حال الجماهير وهذا لسان حال شكوى الأندية تصب صداها في أذن المسؤول لعلها تجد منه حقا يجلي هذه الغمة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي