إنه من المستحيل بعينه وعلمه أن تستطيع أي دولة أخرى، بل حتى مجموعة دول إسلامية أن تستطيع ذلك..
إدارة منطقتي الحرمين يستحيل على أي دولة إدارتها غير السعودية ليس فقط جغرافيا ولوجستيا وماليا فقط، بل لأن هناك جهودا وأعمالا وبرامج ومشاريع جبارة ملاحظة أمام الناس تجعل البلاد السعودية كلها وليس فقط منطقة الحرمين مسخرة للحج وللحجيج.
وهناك أيضا جهود وأعمال أعظم من خلف المسرح لا ترى مباشرة وهذا الذي يجعلنا نقول إن ما لا يرى أهم ممّا يُرى. جهودٌ ستضع أي أمة يدها على رأسها لو عرفت حجم هذه المشاريع مالا وعملا وخططا ومجهودات لأفضل ما يمكن للعقل والعضل البشري أن يقدموه. ملحمة أرضية عجيبة، إدارة دولة كاملة بكل شيء ومن كل شيء من ملايين البشر في مساحة أربعة كيلومترات مربعة. كما قلت المستحيل بعينه وعلمه!
من أهم هذه الأمور، إن لم تكن الأهم هي توفير الطاقة الكهربائية بأحمال خرافية إضافية لعدة أيام تكفي حاضرتين عظيمتين كسنغافورة أو هونج كونج. إن الذي يبذل لتوفير الطاقة الكهربائية للحجيج فوق تصور العقل فعلا، ونتحدى أي دولة أن تستطيع تقديم هذا العمل الأسطوري.. فشركة الكهرباء السعودية وحدها تحمل وتتحمل الموسم الحي التحتي الحيوي لكامل موسم الحج، شبيهة بأطلس الإغريق الأسطوري الذي يحمل العالم على كتفيه.
توافرت معلومات بين يدي ويمكن بسهولة أن تكون تحت أيديكم. سأضع بيانات ما تقوم به الشركة في حسابي بالإنترنت وصفحاتي في الفيسبوك.. ولوحوا بها أمام أي صوت نشاز في العالم.
فقد أوضحت الشركة السعودية للكهرباء تفاصيل جاهزية الخطة التشغيلية لموسم حج هذا العام 1437هـ، مشيرة إلى أنها ستكون وفقا لأعلى معايير الموثوقية والنظم الكهربائية العالمية من خلال الإشراف الكامل على تشغيل منظومة الشبكة الكهربائية في هذه الفترة؛ لتقديم خدمة كهربائية ذات مستوى عال من الموثوقية ووفق أعلى مواصفات السلامة العامة والصحة المهنية والبيئية، وذلك في سبيل راحة حجاج بيت الله الحرام في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة وكل من له علاقة بخدمتهم، ونفذت الشركة عددا من المشاريع الكهربائية الجديدة هذا العام استعدادا لارتفاع متوقع في الأحمال الكهربائية.
هذا غيض من فيض، فوق تجنيد أكثر من 1750 من موظفي الشركة مهندسين وإداريين وفنيي صيانة وتشغيل ومتابعة في منطقة الحرمين.. تصوروا!
فقط الكهرباء وخدماتها تجعلني أقول: من غير السعودية يقوى على فعل ذلك؟
