إن المملكة ودول العالمين العربي والإسلامي تدعو المسؤولين الإيرانيين إلى أن يدركوا أن فريضة الحج فريضة دينية مقدسة لدى جميع المسلمين، ولا ينبغي ربطها بالمواقف والخلافات السياسية بين الدول، ولا يعكروا صفو هذه الشعيرة العظيمة بمكانها وزمانها وعليهم أن يحترموا قدسية المكان ومشاعر المسلمين القادمين من كل فج ومكان لتأدية فريضة الحج في طمأنينة وسكنية.
ونطالب الجهات المختصة في إيران بالتعاون مع الجهات الرسمية في السعودية المسؤولة عن تنظيم موسم الحج حتى يتاح للحجاج الإيرانيين أداء فريضتهم باطمئنان وسلام مع أشقائهم من مسلمي العالم، مع تقدير دول العالم الإسلامي للجهود الكبيرة والتسهيلات العديدة التي تقدمها الحكومة السعودية من أجل رعاية حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين والزائرين للأماكن المقدسة في السعودية؛ انطلاقا من واجبها ومسؤوليتها في خدمة الحرمين الشريفين.
إن حديث ولي العهد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف خلال جولته الأخيرة على المشاعر المقدسة، للتأكد من استكمال كل الاستعدادات الأمنية والخدمية لضيوف بيت الله الحرام من حجاج ومعتمرين كان واضحا وصريحا للحفاظ على أمن الحجاج وراحتهم وسلامتهم، مؤكدا أن الدولة ماضية في واجبها لرعاية الحج والحجاج وفق سياسة ثابتة تهتم بأداء النسك بعيدا عن التأثر بما يقال أو ما تزعمه بعض الأصوات النشاز التي تحاول أن تخرج الحج والعمرة عن قدسيتهما لتستغل هذا الركن العظيم من أركان الإسلام لترويج دعاياتها الفاسدة ونشر أفكارها الهدامة.
ورد بقوة وحزم على ادعاءات إيران عن عدم تمكين حجاجها بأنه افتراء وبهتان عار من الصحة، بل إن المملكة قدمت للحجاج الإيرانيين كبقية حجاج بيت الله الحرام كل التسهيلات، مؤكدا أن مطالب بعثة الحج الإيرانية تخالف قدسية المكان والزمان وتعرض الحجاج، بمن فيهم الإيرانيون للخطر، ونبه إلى أن التعامل مع من يمس أمن الحجيج سيكون حازما وحاسما وسيطبق عليه ما يصدر بحقه من أحكام شرعية.
وحول تعامل المملكة مع موسم الحج لهذا العام في ظل الأوضاع الأمنية في المنطقة، شدد ولي العهد في ختام رعايته حفل استعراض قوات أمن الحج المشاركة في تنفيذ الخطة العامة لموسم الحج، على أن المملكة ترحب بقيادة خادم الحرمين الشريفين بضيوف الرحمن وتضع في سبيل خدمتهم وتيسير حجهم جميعا كل إمكاناتها وهذا هو واجب السعودية الذي تعتز به وتسعى دوما لأدائه على أكمل وجه.
وفيما يتعلق بموقف الانقلابيين في اليمن والحوثيين بالذات فقد أكد أنهم يعيقون اليمنيين عن أداء الفريضة في محاولة لتوظيف أوضاع الحجاج اليمنيين لغايات دعائية مكشوفة وأن المملكة منذ تأسيسها تعمل على خدمة الحرمين الشريفين ورعاية قاصديهما وتوفير كل متطلبات أداء هذه الرسالة العظيمة بما يرضي الله ــ سبحانه وتعالى ـــ ويمكِّن ضيوف الرحمن من تحقيق غايتهم في أداء شعائرهم بكل سهولة وأمان.
