Author

الخوف على «الرؤية»

|
في مقالات سابقة كتبت بحب وقناعة عن "رؤية المملكة 2030"، باعتبارها حلم وطن، وقد عكست "الرؤية" خطابا إنسانيا راقيا، ورسمت استراتيجية اقتصادية واجتماعية وثقافية وترفيهية. واليوم أود أن أكمل هذه السلسلة من خلال مقاربة أراها ضرورية. بعد الإعلان عن "الرؤية" ظهرت الأوامر الملكية الخاصة بإعادة هيكلة وزارات وهيئات وأجهزة حكومية مختلفة. ولكن وسط هذا الاحتفاء الوطني والعالمي، تظهر بين الفينة والأخرى طروحات محبة يشوبها خوف. وقراءات مأزومة من أعداء هدفهم تعزيز السلبية والتشكيك، لأهداف ليست سوية. وهناك بعض التصريحات التي لا تدري أين تضعها، مثل تلك التي أطلقها زاك شرايبر الرئيس التنفيذي لصناديق التحوط "بوينت ستيت كابيتول" من خلال CNN. ويقابل هذه الأصوات ردود أفعال محلية وعالمية غالبيتها إيجابية. ومع اقتراب طرح "أرامكو"، سيظهر مزيد من القراءات. والمأمول أن يكون هناك رصد للتوجهات السلبية والرد عليها بالمنطق والحقائق، التي تؤكد سلامة المنطلقات والأهداف التي تتوخاها "رؤية المملكة 2030". قلت في البداية إن "الرؤية" في مقاربتها لمستقبل المملكة، نهجت نحو تكريس تطلعات تدعمها أطياف المجتمع. ولا يضيرنا أن يكون هناك صوت مختلف، إذ إن نسبة 100 في المائة‏ لا تتوافر تجاه أي قضية عامة، فما بالك ونحن نتحدث عن مشروع أمة، وعن فكرة رائدة، تؤكد في مقدماتها وفي ثنايا طرحها استمرارية الإثراء والتطوير. لا شك أن الحلول والوعود التي طرحتها "الرؤية"، تبدو متسقة مع الواقع، ففي الجانب الصحي مثلا هناك استراتيجية تقوم على إشراك القطاع الخاص وتخصيص المستشفيات حتى يصبح قرار التأمين الصحي على المواطنين قابلا للتطبيق، مع رفع كفاءة المدن، حيث تغدو محفزة على السلوكيات الصحية السليمة. والأمر نفسه ينطبق على الرياضة والثقافة والإسكان والتعليم والسياحة والترفيه.. إلى آخره. جزء كبير من التحديات، يتعلق بتحصين الرأي العام من الارتهان للطرح السلبي، بالاستمرار في تعزيز الشفافية التي بدأتها "الرؤية" نفسها بحصر السلبيات الموجودة وطرح الحلول اللازمة لمعالجتها، بهدف بناء اقتصاد قوي يتعافى من "إدمان النفط". وقد نجحت دول عدة في الخروج من مرحلة النفط إلى خيارات اقتصادية أرحب.
إنشرها