حرب وطنية

تحدثت أخيرا عن مشروع عظيم يحتاج إلى الدعم من الجميع. "نبراس" يستهدف التوعية بأضرار المخدرات ويعمل على الحماية من خطرها الداهم. على أنه من المهم أن نتعرف على مصادر هذه الآفة لنتمكن من إدارة حربنا هذه بعقلانية ومنطق وآليات علمية صحيحة. كما أن هناك حاجة واضحة للتعرف على الوسائل التي يستخدمها مروجو هذه الآفة والجهات التي تدعمهم، لنبني دفاعاتنا بالطريقة الصحيحة التي تحقق الحماية الفاعلة والحقيقية.
معلوم أن هناك دولا ترسل المخدرات إلى المملكة عبر المنافذ البحرية. الوقاية هنا واضحة وفيها تدخل الوسائل الأمنية مع سياسة الدولة وأسلوب تعاملها مع هذه الدول، والاستفادة من المنظمات الدولية والتجمعات العالمية في سبيل فضح هذه الدول، والحصول على الدعم الدولي اللازم للتأليب على هذه الدول وتجريم ما تقوم به من أعمال لا أخلاقية.
ثم إن هناك عمليات تتم من قبل عصابات المخدرات التي تعمل من أجل المال، ولكنها في النهاية تدمر أكثر بكثير من الاقتصاد، فهي تدمر الأبناء. هنا نحتاج إلى تعاون كبير ونوعي من قبل المستهدفين بهذه الآفات، ويمكن أن نستخدم التشجيع بمختلف أساليبه ووسائله لضمان كشف هذه العصابات وأساليبها في تدمير الشباب والشابات.
يأتي من ضمن أهم أعمال التوعية والتشجيع لكشف العصابات، إضافة إلى ما يمكن أن تقوم به المدارس والجامعات من توضيح المخاطر، وتوفير الحماية لكل من يسهم في كشف ما يدور في الخفاء من عمليات التهريب والتغرير والتهديد التي يقع الأبناء والبنات ضحايا لها.
هذه الجزئية بالذات هي من أصعب وأخطر المهام التي يعمل فيها "نبراس" وغيره من مشاريع الدعم الإيجابي ضد هذه الآفات ومروجيها ومخاطرهم، ومن هنا تتضح أهمية المشروع وغيره من مشاريع جادة في هذا المجال.
كما أن المجتمع يجب أن يحارب كل من لهم علاقة بهذه العصابات ومن يمثلون أو يتفاخرون بالتعامل بمثل هذه الآفة. هناك كثير ممن يهتم لهم الناس بسبب ثرواتهم المشبوهة، كما يبرز هنا دور الجهات الرقابية على الاقتصاد لمتابعة مثل هؤلاء وكشفهم وإنهاء خطرهم على المجتمع.
واضح أننا أمام مشروع وطني كبير هدفه حماية أهم مكونات المجتمع وهم الشباب والشابات، الذين يستهدفهم من يريد أن يدمر المجتمع أو يصنع الثروة بسرعة ودون عناء. حمى الله وطننا من كل المخاطر.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي