يقوم كثير ممن ينتمون إلى الإسلام “اسما” بأعمال تسيء إلى الإسلام وإلى كل المسلمين. شاهدنا خلال الأسبوع الماضي كيف أن القنوات الغربية اجتهدت في تحليل ما يحدث في بلجيكا وفرنسا، حيث نسب كل شيء إلى الإسلام وهو منه براء. يرى العالم الغربي الإسلام من منظور الشكل العام للناس وأسمائهم، دون أن يتبحر المُشاهِد في معرفة مفاهيم وتشريعات الإسلام.
هذه الحقيقة التي يجب أن يتعامل معها كل المسلمين، وهم يشاهدون كَمَّ الإساءات التي تنتشر في القنوات والشوارع والحوارات، هي من نسج بعض المسلمين، وقد يكون هناك من شجع استمرار وترسيخ الفكر المنحرف هذا لدى المجتمعات الغربية والشرقية.
يتطلب كل هذا منا أن نعود إلى تفهم واقعنا، ومحاولة إصلاح الرؤية العامة التي يتبناها من يشاهدوننا من الخارج. يستدعي هذا أن توجه جهودنا كذلك نحو التعامل العلمي والمنطقي مع محاولات الإساءة التي تظهر هنا وهناك. أهم وسائل التفاعل العقلاني هنا هي جهود وسائل الإعلام الاحترافية.
الاعتقاد بأن التخلص من الشكل العام الذي يميز بلاد المسلمين هو السبيل الوحيد لمحاربة مثل هذه الإساءات، أو أن التنصل من الارتباط العضوي لجماعة المسلمين سيخلص الواحد منا مما يعانيه، خطأ جسيم.
نحتاج هنا إلى فهم الواقع، والبناء على ما يؤمن به من يتابعون ما يحدث اليوم. العودة إلى الهوية الوطنية والدينية العقلانية، أحد أهم الأسس التي يجب أن نبني عليها. ذلك أن الإسلام دين البساطة والمحبة والإيثار على النفس والمبادرة إلى الخير والابتسام. كل هذه المفاهيم التي يبدو أن البعض لم يعودوا يهتمون بها، يعيدنا إلى مواقع أكثر ملاءمة للدفاع عن الإسلام ومفاهيمه التي أساء إليها أشخاص لا يمكن أن يكون الإسلام قد تمكن من قلوبهم.
ثم إن دعم السلوك الإيجابي المتعاطف مع الناس وحاجاتهم، والبناء عليه في التعليم والتربية وفي التعامل مع الآخر أينما كان، هو المرحلة التالية من الدفاع المنطقي عن قيمنا وأخلاقياتنا التي تعلمناها من الدين الحنيف. أول من يجب أن يتبنى هذه المفاهيم هم الكبار الذين يعتبرون القدوات لغيرهم، فإن هم بدأوا بتطبيق هذه المفاهيم، فأنا على ثقة بأننا سنتخلص من كَمٍّ كبير من الإساءات التي تنتشر اليوم في كل مكان من المعمورة.
