لقطة غليص
هذا المثل قديم جدا ويضرب لمن تعمل معه خيرا فيقابله بالشر "اتق شر من أحسنت إليه". وقد تحدث عن المثل الشيخ عبدالله بن خميس وغيره، وموجز ما ذكر: أن غليص هذا شاب هرب من أهله وقبيلته فرافق رفاق السوء؛ فعاثوا في الأرض فسادا يسرقون وينهبون ويقطعون الطريق أخذوا ذات مرة إبلا فلحق بهم أصحابها وقتلوهم وأخذوا الإبل وانصرفوا لكن غليص لم يمت وبقي فيه أنفاس معدودة مر به رجل وزوجته ومعهم بعض الإبل والأغنام فجلسوا عنده وأخذوا يعالجون جراحه حتى تماثل للشفاء ثم رحلوا به معهم وبقي عندهم يأكل ويشرب وينام.
أرادوا التخلص منه وطلبوا منه الابتعاد وأن يذهب إلى أهله لكنه رفض وفي غياب صاحب البيت راود المرأة عن نفسها، فقالت: اصبر يومين وهي تريد أن تحتال عليه بحيلة تتخلص منه بها، جاء زوجها فأخبرته، وأخذ زوجها الحيطة والانتباه لكن هذا الشرير غدر بزوجها وهو نائم فقتله، فلما سمعت الزوجة طلقات البندقية فزعت وركبت الفرس وهامت على وجهها طوال الليل وهي لا تدري إلى أين هي ذاهبة، فلما طلعت الشمس وإذا هي قريبة من النزل، عمدت إلى أحد بيوت الشعر ورمت نفسها عندهم وبعد أن استراحت قليلا أخبرت أصحاب البيت بقصتها، فقال صاحب البيت وهو شيخ كبير السن وعنده خمسة من الأولاد وإبل وخيل وأغنام: ما أوصاف هذا الرجل المجرم الذي عمل كذا وكذا فلما وصفته لهم وإذا هو ابنهم الهارب قبل سنة، فقال الشيخ لأولاده اذهبوا مع أثر الفرس، فإن وجدتموه اقتلوه واحضروا المواشي التي استولى عليها، ذهبوا وفعلا وجدوه وعنده المواشي والبيت فهجموا عليه وقتلوه وخلصوا الناس من شره، ثم جاءوا بالأغنام والإبل والبيت، ثم نصبوا البيت بجوارهم وأسكنوا فيه المرأة وردوا إليها مواشيها وأحسنوا إليها وجعلوها معززة مكرمة، وصار الناس يتناقلون هذه القصة ويضربون المثل "لقطة غليص" وفعلا "اتق شر من أحسنت إليه".