نقرأ ونتابع بنهم ما يقوله العلماء والحكماء والمشاهير نستقي منهم الحكمة ونتعلم من تجاربهم، ولكن ماذا عن أقوال السفاحين وأشهر القتلة وخصوصا في اللحظات الأخيرة قبل إعدامهم!
هل ستكون لها الجاذبية والأثر نفسه أم ستكون غامضة موحشة مثل حياة أصحابها؟
رغم كل ما اقترفوه تظل لسيرة حياتهم جاذية ويظل لديك شغف لمعرفة ما يدور في أذهانهم وكيف يستطيعون العودة لحياتهم الطبيعية بعد أن يغتصبوا ويقتلوا النساء والأطفال وحتى الرجال دون رحمة. من أجل ذلك كتبت أمتع الروايات وصنعت أعظم الأفلام عن حياتهم وجرائمهم، ورغم ذلك يظل جزء مهم من دوافعهم وأسرارهم غائبا!
فهل سنجد الإجابة عن تساؤلاتنا في جملهم القصيرة التي قالوها قبل لحظات من إعدامهم؟
يطل علينا السفاح وقاتل الأطفال "جون وايان جاسي" بوجهه الحقيقي الذي كان يخفيه خلف قناع (المهرج) المحبب للأطفال ليتمكن من تنفيذ جرائمه دون رحمة، فقد أقدم على قتل أكثر من 33 صبيا بين عامي 1978-1972 وأعدم عام 1994 وآخر جملة قالها "اذهبوا للجحيم"؟! وأعتقد أن هذا مصيره وأقل مما يستحق ستجد جرائمه بالصور في متحف الموت على شارع النجوم في هوليوود. أما السفاح الوسيم والمثقف خريج كلية الحقوق فقد قتل واغتصب أكثر من 40 فتاة وكان لديه هوس بالأموات (نيكروفيليا) من أقواله (نحن القتلة المتسلسلون أبناؤكم، أزواجكم، نحن في كل مكان، وسيكون مزيد من أبنائكم موتى بحلول الغد) ولكن قبل إعدامه بالكرسي الكهربائي نطق بشبه اعتذار لعائلته والمقربين منه (أود أن أوصل حبي لعائلتي وأصدقائي). يتضح من العبارتين الاضطراب والانفصام في الشخصية، فقد عاش قاتلا مصرا على جرائمه حتى أثناء فترة هروبه من السجن! ولا تقتصر جريمتا القتل والاغتصاب على الرجال، فهذه سفاحة أمريكا الأولى التي صرخت عند نطق الحكم عليها بقولها (أنا بريئة. سلبتم عمري وسأنتقم) ولكن قبل إعدامها بلحظات عام 2002 نطقت بكلمات تشبه الاعتذار (يكمن الغضب المخيف تحت كل شيء فعلته. يجب أن أعدم لأني إذا أطلق سراحي من السجن سأقوم بتلك الفعلة مرة أخرى)، لقد كانت ضحية اعتداءات متكررة وتربية قاسية من قبل جديها، لاحظ غصة الألم المشوبة بالانتقام تخالط حروفها!
وختم بيتر كورتن الألماني المشهور بـ (مصاص دوسلدورف) حياته بجمله أشد رعبا من الحياة التي عاشها حين قال (أخبروني هل بعدما تقطعون رأسي سأكون قادرا على سماع صوت دمي يتدفق من رقبتي ولو للحظة سيكون من دواعي سروري لاختبار جميع الملذات)!
