Author

الصعوبات لا تقتل فالحزن هو القاتل

|
أجرى باحثون في جامعة دنماركية دراسة على أداء 75 ألف شركة خلال عامين ولاحظوا أن الرؤساء التنفيذيين للشركات الذين فقدوا فردا من أسرهم انخفض أداء شركاتهم بشكل لافت. وأشارت الدراسة إلى أن معدل الأداء المالي للشركات التي توفي لأحد رؤسائها ابنا أو بنتا انخفض بنسبة 20 في المائة‏، بينما انخفض أداء الشركات التي توفي لرؤسائها زوجا بنسبة تصل إلى 15 في المائة‏ تقريبا. في حين بلغت نسبة الانخفاض إلى 10 في المائة‏ للشركات التي فقد رؤساؤها أخا أو أختا. إذا فالأحزان لا تفتك بمشاعرنا فحسب، بل تمتد إلى أعمالنا وحياتنا وصحتنا. في أحيان كثيرة لا يمكن أن نتجنب الحزن أو نتفاداه. سنرتطم به شئنا أم أبينا. لكن مسؤوليتنا ألا ندعه يخطف ما تبقى من حياتنا. لا أتحدث عن مشاريعنا وإنجازاتنا الشخصية، إنني أتحدث عن صحتنا. لقد أثبت عديد من الأبحاث خطورة الأحزان على صحتنا. إذ قد تنهي حياتنا تماما. فلن أضيف جديدا إذا أشرت إلى أن الأحزان تضعف مناعتنا وقد تؤدي إلى أمرض عديدة كالتهاب القولون والمفاصل وأمراض القلب والربو والضغط وحتى السرطان، عافانا الله وإياكم. لقد توصل الباحث هانس سيلي علميا عام 1936 إلى نموذج أسماه ‎متلازمة التكيف العام. ويقسم هانس نموذجه إلى ثلاث مراحل: 1 - مرحلة الإنذار: يطلق في البداية الجسم الأدرينالين لمكافحة التوتر حتى يدافع عنه إثر غزو الضغوط. وفي هذه المرحلة تزيد نسبة سكر الجلوكوز في الدم. ويزيد ضغط الدم ومعدل ضربات القلب. ونفسيا يشعر الإنسان بالخوف والهلع والغضب والقلق بسبب المصير المجهول. البقاء في هذا المرحلة طويلا قد يتسبب في تدهور مرعب في صحتنا. فقط تخيلوا حدوث ارتفاع دائم في السكر والضغط ومعدل ضربات القلب. ماذا سيحدث لنا؟ حتما كارثة. إذا استمر الحزن والتوتر فننتقل لمرحلة جديدة. 2 - مرحلة المقاومة: يطلق الجسم فيها هرمون الستيرويد ومواد كيميائية حيوية أخرى تساعد على تحقيق التوازن في أداء الجسم. بالطبع إطلاق هذه الهرمونات بشكل مكثف ومفرط يضر إذا لم تلتئم جروح الحزن، إذ قد تتسبب في أمراض لا تحمد عقباها. ‏3 - مرحلة الإنهاك: عندما لا يستطيع المرء مواجهة ضغوطه وحزنه ويستسلم لها، يستنزف كل طاقته ومقاومته ويتعرض لإجهاد بالغ وإرهاق نفسي وجسدي يعرضه للمرض تدريجيا ثم الانهيار التام. يا أصدقائي، كل الأحزان تترك ندبة لا تمحى.. لكن لا تجعلوها تسلبكم صحتكم وحياتكم. فما زال لحياتنا وحياتكم وأحبتكم بقية بمشيئة الله.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها