رسمت قوات الدول الإسلامية أجمل الصور وهي تجمع ما فرقته الخلافات والدسائس والمصالح الفردية في منظر مهيب يمكن أن يكون بداية العودة للوحدة الإسلامية الحقيقية. ليست هناك وسائل سحرية أو أعمال مخفية في تكوين هذا التحالف الكبير. إنها الإرادة التي جمعت بين دول كان لا بد لها أن تجتمع.
أهم مظاهر هذا التطور الهائل في العلاقات الإسلامية البينية هو تجمع رعد الشمال الذي يمثل البداية السليمة لتكوين تحالف إسلامي يعتني بمصالح الدول التي ليس لها سوى أن تتعاون وتتحد في مواجهة التكتلات العالمية التي وإن ادعت أنها علمانية أو ليبرالية، فهي تبقى منحازة عرقيا ودينيا كما يشاهد كل مراقب.
الواقع الذي نعيشه اليوم يؤكد أن استهداف هذه الدول جاء بسبب اعتمادها على الغير وحاجتها المستمرة إلى تكوين علاقات هي - في الغالب – تمثل الطرف الأضعف فيها. لقد عملت كل التجمعات الإقليمية على ترسيخ مفهوم الفرقة والتنافر، وشاركت كثير من دولنا في تمكين هذه المفاهيم حتى عند الأطفال.
اليوم نشاهد وقفة تحد لا تستهدف أحدا بذاته، لكنها تقول للجميع نحن هنا، قوة واحدة، ومنظومة متكاتفة يمكنها أن تشكل فارقا في العلاقات الدولية.
عمل كثير من الأعداء على تضخيم الاختلافات الموجودة في كل العلاقات الدولية، ليجعلوا منها وسيلة التفرقة الأكبر بين دولنا، وعلى الرغم من تجاوز عدد كبير من الدول الإسلامية لهذه النظرية الخطيرة إلا أن آخرين لا يزالون ضحايا للنظرة التي رسختها نظريات ومؤتمرات وأدبيات شارك فيها عدد كبير منا.
يبقى أن نتذكر أنه كلما أسرع المسلمون في تجاوز محاولات التثبيط والتخوين التي يستخدمها أعداؤهم، حتى في هذه المرحلة التي انكشفت فيها الكثير من الأقنعة، كلما تمكنوا من تطوير ذواتهم والالتفات للمنافسة في تطوير قدرات دولهم بدل الانشغال في حروب وخلافات بينية رسختها سايكس بيكو وما سبقها وما تلاها.
إن قيادة المملكة لهذا الجهد العظيم، ما هي إلا تأكيد لشخصيتها الإسلامية التي تجلت على مدى عمر دولها الثلاث. شواهد التاريخ تؤكد أن المملكة هي التي يجب أن تقود إنجازات كهذه فهنا ظهر الإسلام، ومن هنا انتشر، وهنا كانت الدعوة لمنظمة المؤتمر الإسلامي، ورابطة العالم الإسلامي، والجيش الإسلامي الموحد بإذن الله.
