«صار عندي أمل» .. حلم عيدة

حلم التنمية يشكل هاجسا على جميع المستويات بدءا من المواطن البسيط إلى الدولة بأجهزتها كافة. الدولة تسعى إلى تحقيق التنمية المستدامة والعادلة لمناطقها كافة، والإنسان كفرد في هذا المجتمع يقع ضمن أهداف تحقيق التنمية امتثالا لشريعة الله في إعمارنا للأرض وللحصول على الحقوق التي كفلها له الدين والوطن.
عيدة طفلة في عمر الزهور تدرس في المرحلة الابتدائية في قرية "أمغيرة" التابعة لمحافظة العلا في منطقة المدينة المنورة، تنظر للمستقبل بنظرة تفتقد الأمل لأنها ترى من سبقوها سنا، عناصر غير منتجة ولا يتحقق لها الأمان المعيشي إلا بالهجرة والنزوح من القرية إلى المدن إذا كانت ستجد فرصة بين كثير من أبناء جيلها. في حين أن أرضها وقريتها تمتلكان الكثير من فرص النجاح لو وظفت بطريقة منتجة. ما الذي يمكن أن تعمله عيدة أو أبناء جيلها ومنطقتها إذا كانت الشركات لا تسهم في تحقيق التنمية من خلال المسؤولية الاجتماعية للشركات؟ بالتأكيد أمام هذا الجيل إما الهجرة للمدن والبحث عن فرص، أو البقاء في مدنهم والارتهان لبرامج المساعدات والإعانات الحكومية.
في منطقة المدينة المنورة هذا الأمر غير ممكن بوجود إمارة المنطقة وأميرها الأمير فيصل بن سلمان، وجامعة طيبة. هذا الأمر ليس مستغربا على تلك المنطقة الكريمة، فقد سبق أن أعلن الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المنورة إنشاء شركة "نماء المنورة" كشركة مملوكة للدولة، لتسهم في إطلاق حزمة من البرامج لتعزيز دور المنشآت الصغيرة والمتوسطة ("الاقتصادية" 14 فبراير 2014).
واستمرارا لبرامج الإبداع في تحقيق التنمية المستدامة لهذه المنطقة، أسهمت جامعة طيبة وبإشراف إمارة المنطقة في إطلاق مشروع "التوطين بالتنمية"، والذي يهدف إلى توطين سكان القرى والهجر وتحقيق أهداف التنمية والاستدامة من خلال إيجاد فرص العمل المناسبة لهم، ومساعدتهم على تطوير الأعمال الزراعية، والخدمية، وتحقيق الاكتفاء الذاتي لأبناء وبنات هذه الهجر، وإمداد المدن المحيطة بالمنتجات المحلية.
المشروع أسهم في توفير فرص عمل لأبناء وبنات هذه الهجر والقرى في مجالات الأعمال الصغيرة المختلفة، ويسهم في تحقيق التنمية الزراعية في المنطقة للمحافظة على إنتاج "نبات البان" الذي يمكن أن ينافس في إنتاجه من خلال تسويق زيت البان. كما يسهم المشروع في تنمية وإحياء الأراضي الزراعية، وتحقيق الاكتفاء في الإنتاج الحيواني وتربية المواشي. وغير ذلك من المشاريع التي ستسهم في تحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة، والتي تتوافق مع أهداف قمة التنمية المستدامة المنعقدة في الأمم المتحدة من أجل المستقبل لضمان التنمية المتوازنة والمستدامة، والتي تشمل 17 هدفا تتمثل في: القضاء على الفقر، القضاء على الجوع، تحقيق الصحة الجيدة والرفاه، التعليم الجيد، المساواة بين الجنسين، المياه النظيفة، والنظافة الصحية، توفير الطاقة النظيفة وبأسعار معقولة، تأمين العمل اللائق ونمو الاقتصاد، تعزيز الصناعة والابتكار، الحد من أوجه عدم المساواة، توفير مدن ومجتمعات محلية مستدامة، الإنتاج والاستهلاك بمسؤولية، المحافظة على المناخ، الحياة تحت الماء، الحياة في البراري، السلام والعدل والمؤسسات القوية، وعقد الشركات لتحقيق الأهداف.
حقا إنه عمل يستحق الثناء والاقتداء به، فشكرا لأمير منطقة المدينة المنورة الأمير فيصل بن سلمان، ولجامعة طيبة بقيادة الدكتور عدنان المزروع على اهتمامهم ورعايتهم للمنطقة. ونتطلع لمشاركة مؤسسات القطاع الخاص فعليا في دعم وتبني مبادرات المسؤولية الاجتماعية من أجل تحقيق تنمية مستدامة وشاملة للوطن. وأدعوكم للاستمتاع بهذا المشروع من خلال الرابط:
www.youtube.com/watch?v=L2nWsX1-BQ4

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي